للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمَّا بعد مدة فنحو قوله تعالى: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ}.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) وليس بمطلق أن كل متقاربين في المخرج يدغم أحدهما في الآخر، ولا أن كل متباعدين يمتنع ذلك فيهما، فقد (١) يعرض للمقارب من الموانع ما يحرمه الإِدغام، ويتفق للمباعد من الخواص ما يسوغ إدغامه، ومن ثم لم يدغموا حروف ضوى مشفر فيما يقاربها، وما كان من حروف الحلق في الفم في الأدخل في الحلق، [وأدغموا النون في الميم. وحروف طرف اللسان في الضاد والسين واللام"] (٢).

قال المُشَرِّحُ: إنهم لم يدغموا حروف: (ضوى) (٣) وحروف الشفة وهي مشفر فيما سواهما اللهم إلا عند أبي عمرو فإنه يدغم الراء في اللام كقولك تعالى: {يَغْفِرُ لِمَنْ يَّشَاءُ} (٤) احتجوا: بأن إدغام الراء في اللام يذهب بتكريره.

حجَّةُ أبي عمرو: أنَّ الراء وإن كان فيها تكرير فإن للام سعة مخرج وزيادة مسلك حتى أدغمت في النصف (٥) من حروف المعجم فصارتا كأنهما اعتدلتا في القوة واستوتا في المنزلة، ومنهم من يخرج الضاد منها، ويقول: قد أدغموا الضاد في الطاء في بعض اللغات فقالوا: اضطجع اطجع.

حجة من لا يُدغم الضاد أن فيها طولًا وتفشيًا فلو أدغمت في غيرها لذهب (٦) ما فيها من التفشي، ولذلك لم يجز إدغام حروف الصّفير في الطاء


(١) في (ب): "وقد".
(٢) ساقط من (أ).
(٣) في (أ): (ضم شفر) وأشار إلى هذه الإِمام بهاء الدين ابن النحاس إلى أنها قراءة نسخة أخرى من (المفصل).
(٤) في (أ): سورة البقرة: آية: ٢٨٤.
(٥) في (أ): "التصريف".
(٦) في (أ): "ذهب".

<<  <  ج: ص:  >  >>