للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مبتدأها من ذولق اللّسان والواو والفاء والباء والميم شفوية أو شفهية وحروف المد واللين جوفا".

قال المُشَرِّحُ: سميت هذه الحروف جوفًا، لأنه لا مماسة فيها ولا مصادمة فكأنها جوف، فجميع الحروف خمسة وعشرون صحاح، لها أحواز وأربعة أخر جوف الواو والياء والألف اللينة والهمزة.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) وإذا ريم إدغام الحرف في مقاربة فلا بدَّ من قلبه إلى لفظه ليَصير مثلًا له، لأن محاولة إدغامه كما هو محال، فإذا أرمت إدغام الدّال في السين من قوله عزَّ وجلَّ: (١) {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ} فاقلب الدال أولًا سينًا، ثم ادغمها في السين فقل: {يَكَادْ سَّنَا بَرْقِهِ}، وكذلك الطاء في التاء في قوله (٢): {وَقَالَتْ طَائِفَةٌ} ".

قال المُشَرِّحُ: وكذلك لا يُفَرَّقُ في اللَّفظ بعد إدغام بين أن يكون الدال هو المدغم في السين وبين أن يكون اللام فيها، وكذلك لا يفرق بعد الإِدغام بين أن تكون التاء هو المدغم في الطاء، وبين أن تكون اللام فيها.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) ولا يخلو المتقاربان من أن يلتقيا في كلمة، أو كلمتين،. فإن التقيا في كلمة نُظر، فإن كان إدغامهما مما يؤدي إلى لَبْسٍ لم يجز نحو وتد وعتد وَتَد يَتِدَ وكنية وشاة زَنْمَاء وغنمٌ زُنْمٌ، ولذلك قالوا في مصدر وطد ووتد: طِدة وتِدة وكرهوا وطدًا ووتدًا، لأنهم من بيانه وإدغامه بين ثِقَلٍ ولَبْس".

[قال المُشَرِّحُ] (٣): لو أَدغم التاء في الدّال لأوهم أن أصله من الواو


(١) سورة النور: آية: ٤٣، وفي نسخة (أ) أتم الناسخ الآية: {يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ} وهي غير كاملة في (المفصل).
(٢) سورة آل عمران: آية: ٧٢.
(٣) ساقط من (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>