للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجبتُ: بأن هذه الكسرة لغةُ قومٍ، وهي مع ذلك لا تكون في كلّ فعلٍ، إنما تكون في فعلٍ يكون ماضيه فيه كسرة كما في علم واستعان، وها هنا ليست في الماضي كسرة.

قال جارُ الله: "وما كان مماثلًا للفعل صُحح فرقًا بينه وبينه كقولهم: أَبيض وأَسود وأَدور وأَخونة وأَعينة، وكذلك لو بنيت تفعل ويفعل من زاد يزيد قلت: تزيد وتزيد على التصحيح".

قال المُشَرِّحُ: ما كان من الأسماء مماثلًا للفعل صحح ولا فارق بينها وبين الفعل فالتصحيح فيه لازم حتى يقع به التفرقة بينها وبين افعل. أعينة -فيما أظن- تكسير عيان وهي حديدة تكون في متاع الفدّان.

قال جارُ الله: "وقد أعلوا قِياد وعِياد واجتياز وانقياد لإِعلال أفعالها مع وقوع الكسرة قبل الواو، والحرف المشبه للياء بعدها وهو الألف".

قال المُشَرِّحُ: الدّليل على أن الألف تشبه الياء من وجهين:

أحدهما: فصلُ الإِمالة.

والثاني: أنك تقلب الألف ياء في نحو مصباح في التصغير والتكسير (١) فتقول: مصيبيح ومصابيح. قوله: "واحتياز" إنما هو بالحاء المهملة والزاي.

قال جارُ الله: "ونحو ديار ورياح وجياد تشبيهًا لإِعلال وحدتها بإعلال الفعل مع الكسرة والألف".

قال المُشَرِّحُ: المفرد أصلُ الجمعِ، والجمعُ فرعٌ عليه، كما أن الفعل أصل أسماء الفاعلين والمفعولين وسائر الأسماء في الإِعلال. يقول: والفعل إذا أُعل أُعل أتباعه ولواحقه وكذلك المفرد إذا أعل فالأصل أن يعل به جمعه.


(١) في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>