للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جارُ الله: "والحذف في قل وقلن وقلت، ولم يقل ولم يقلن، وبع وبعنا وبعت ولم تبع ولم يبعن، وما كان من هذا النوع في المزيد فيه".

قال المُشَرِّحُ: الواو في (قُل) ونحوه حذفت لالتقاء الساكنين لا على حده وكذلك في نحو لم (١) يقم ولم يستقم.

قال جارُ الله: "وفي سَيِّدٍ وميّتٍ وكَيْنُونَةٍ وقَيْلُولَةٍ".

قال المُشَرِّحُ: أصل سيّد وميّت سيْوِد وميْوِت، ثم سيّد وميّت لأن الياء والواو إذا اجتمعا … ، ثم سيّد وميّت تحذف الياء تخفيفًا. وكذلك كَينونة وقَيلولة: أصلها كيونونة وقيلولة ثم يكنوه وقيلوة بالتّشديد. والذي يدل على ذلك أنه لو لم يكن كذلك لكان اللفظ كونونة لأنه ليس في الكلام فعلول. ثم كينونة وقيلولة، بحذف إحدى الياءين للتخفيف.

وقال جارُ الله: "وفي الإِقامة والاستقامة ونحوهما مما التقى فيه الساكنان أو طلب تَخفيف أو اضطّر إعلال".

قال المُشَرِّحُ: الأصل في الإِقامة والاستقامة أقوام واستقوام إلا أن الواو ربّما قد كانت ألقيت حركتها في الفعل على ما قبلها وقلبت ألفًا فقلبت في المصدر ألفًا فاجتمع (٢) ألفان إحداهما المنقلبة، والثانية ألف إفعال، فأسقطت إحداهما لاجتماع الساكنين، والساقطة على قول الخليل وسيبويه الألفُ الثانية، لأنّها زائدةٌ، وجعلت التاء عوضًا عن المحذوف، فإذا أضافوا حذفوا التاء، لأنهم أقاموا المضاف إليه مقامها في العوض.

قال جارُ الله: "والسَّلامة فيما وراءَ ذلك مما فقدت فيه أسباب الإِعلال والحذف".


(١) في (ب): "قم".
(٢) كتبت مرتين في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>