للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَمْرُو العُلا هَشَمَ الثَّرِيْدَ لِضيْفِهِ … ورِجَالُ مكَّة مُسِنتُون عِجَافُ

وإنما أبدلوا التّاء من الياء ليفرقوا بينه وبين أسنى القوم: أقاموا سنةً.

فإن سألتَ: لم لا يجوز أن تكون التاء بدلًا من الهاء كما هو مذهب الفراء، يقال لرجل سنت أصابتهم السنت توهموا أن الهاء أصلية، إذ وجدوها ثالثة؟ وكذلك لم لا يجوز أن تكون التاء بدلًا من الواو بغير واسطة، وهذا لأن التاء تبدل من الواو في أخت وهنت وبنت ويجب أن يكون كذلك حتى يكون التغيير أقل؟.

أجبتُ: السنة بمعنى القَحط لا تكون إلا واويةً، تقول في جمعها سنوات ولا تقول سنهات فإن شئت فاستأنس في هذا الباب ببيت العراقيات (١):

وتَدمى عَرَاقِيْبُ المُطِيِّ إذا خدَتْ … إِلَيْهِم أعَارِيْبُ الفَلَا سَنَوَاتُها

فكأن السنة بمعنى الحول. [سنتان] (٢) سنة في تقدير سنهة وسنة في تقدير سنوة، فالسنة التي هي في تقدير سنوة غلبت على سنة القحط، والسنة التي هي في تقدير سنهة انصرفت إلى غيرها.

أمَّا الثاني: فلأنَّ أسنى متى كان من الواو ثم جعل من باب أفعل فلا بدّ من أنّ يكونَ بالياء لا بالواو.

[قال جارُ الله: "وثنتان".

قال المُشَرِّحُ: لأنه من ثنيت] (٣).


(١) ديوان الأبيوردي (العراقيات) ١/ ٢٨١.
(٢) ساقط من (أ) وفي (ب) "الاستنان" والتصحيح من نص شرح الأندلسي ٥/ ١٧٦ المنقول عن الخوارزمي.
(٣) في (أ) جعلهما الناسخ نصًا واحدًا وحذف شرح الفقرة الأولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>