للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جارُ الله: "وتُراث وتِلاد".

قال المُشَرِّحُ: التّاء في تراث بدل (١) من الواو أصلها وراث من وَرِثَ المالَ، وكذلك التَّاء في تِلاد؛ لأنه المال القديم الذي وُلد عندك، وهو والتّالد بمعنى ونقيضه الطارف.

قال جارُ اللَّه: "ولامًا في أخت وبنت وهنت".

قال المُشَرِّحُ: أما "أخت" فلأنك تقول في جمعها: أخوات، وأما هنت فلقولهمِ: هنوات، وأما بنت فلأنَّا لم نر هذه التاء لحقت مؤنثًا إلا وقد وقعت فيه بدلًا عن واو كما في أخوات وهنوات، والتاء فيهما ليست للتأنيث، ومن ثم قال سيبويه: لو سمَّيْتَ رجلًا ببنت وأخت لصرفته.

قال جارُ الله: "وكلتا".

قال المُشَرِّحُ: قد ذكر في صنف المنسوب اختلاف الناس في (كلتا) فيمن قال بأن وزنه فعتل لم يكن من قبيل ما نحن فيه ومن قال بأنها منقلبة فحينئذ تكون بدلًا من الواو.

قال جارُ الله: "ومن الياء في نحو اتسر".

قال المُشَرِّحُ: اتسر: افتعل من اليسر، وأصله: ايتسر بالياء.

قال جارُ الله: "ولامًا في أَسْنَتَوُا".

قال المُشَرِّحُ: أسنت القومُ: إذا وقعوا في السنة، وهي القَحط ولام السنة ذات وجهين: هاء مرة كقولهم (٢): "ليست بسنهاء"، واستأجرت الأجير مسانهةً. وواو أخرى لقولهم في جمعها سنوات. [واستأجرت الأجير مساناة]. كان القياس أن يقال: أسنى القومُ، فيكون الياء بدلًا من واوٍ في أغزيت واستغزيت، ثم التاء بدلًا من الياء، قال ابن الزِّبَعْرَى (٣):


(١) ساقط من (ب).
(٢) هو بيت شعر: * لَيْسَتْ بِسَنْهَاءَ ولا رَجَّبيَّةٍ *
(٣) شعر ابن الزبعري ص ٥٣، وتخريجه هناك، وينسب إلى مطرود بن كعب الخزاعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>