للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبل وشا، ولوأمهله الدهر لبلغ المدى، وأما خطه فقيد الأبصار، وطرفة من طرف الأمصار، واعتبط يانع الشبيبة، مخضر الكتيبة، مات عام خمسين وسبعمائة.

وأورد له في " الإحاطة " قوله:

ومض البرق فثار القلق ... ومضى النوم وحل الأرق

مذ تذكرت لأيام خلت ... ضمنا فيها الحمى والأبرق

وعشيات تقضت باللوى ... في محيا الدهر منها رونق

إذ شبابي والتصابي جمعا ... ورياض الأنس غض مورق

شت يوم البين شملي ليت ما ... خلق البين لقلب يعشق

آه من يوم قضى لي فرقة ... شاب مني يوم حلت مفرق وقوله (١) :

الرفع نعتكم لا خانكم أمل ... والخفض شيمة مثلي والهوى دول

هل منكم لي عف بعد بعدكم ... إذ ليس لي منكم يا سادتي بدل قلت: البيت الثاني غاية في معناه، وأما الأول فسافل وإن أسس على الرفع مبناه، والله اعلم.

٤٨ - وقال في " الإكليل " في ترجمة أبي عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم ابن عيسى بن داود الحميري المالقي (٢) ما صورته: علم من أعلام هذا الفن، ومشعشع راح هذا الدن، مجموع أدوات، وفارس براعة ودواة، ظريف المنزع، أنيق المرأى والمسمع، اختص بالرياسة فأدار فلك إمارتها، واتسم


(١) البيتان في الدرر الكامنة.
(٢) انظر أيضاً ترجمته في الكتيبة: ١٥٨ والدرر ٤: ٢٧١ (ط. القاهرة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>