وترجمَ مالكٌ في «الموطأ»: «ما لا يجوزُ للمسلمينَ أكلُه قبلَ الخُمُسِ» كذا في جميعِ النُّسَخِ في روايةِ يحيى، وهو وهمٌ منه، وصوابُه:«قبلَ القَسْم»، وكذا في «موطأ ابنِ بُكَيرٍ»، ولعلَّ روايةَ يحيى:«قبلَ الخَمْس» بفتحِ الخاء وسكونِ الميم؛ أي: قبلَ القِسْمةِ والخَمْسِ، يُقال: ربَّعتُ إذا أخَذْتَ الرُّبعَ، وخمَّستُ إذا أخَذْتَ الخُمسَ، ومنه قولُ عديِّ بنِ حاتمٍ:«ربَّعتُ في الجاهليَّةِ، وخمَّستُ في الإسلامِ» ومصدرُ ذلك رَبْعاً وخَمْساً.
الخاء والنُّون
٦٣٣ - (خ ن ث) قول عائشةَ: «فانْخَنَثَ في حِجْري»[خ¦٢٧٤١] أي: مالَ وانثَنى عندَ الموتِ وخُروجِ رُوحِه ﵇. ومنه في الحديثِ الآخرِ:«نهى عن اخْتِناثِ الأسْقيةِ»[خ¦٥٦٢٥]، وفي الرِّوايةِ الأولى:«انْخِناثِ»، وهي ثَنْيُ أفواهِها إلى خارجٍ ليُشرَبَ منها كذلك، ومنه:«لا يُصلَّى خَلفَ المخَنَّثِ إلَّا مِن ضَرورةٍ»[خ¦٦٩٥] وهو الذي ذاك من خِلقَتِه، فأمَّا مَنْ يتشبَّه بذلك ويَقصِدُه فمَلعونٌ فاسقٌ، ومنه سُمِّيَ المخنَّثُ؛ لتكسُّرِه وانْعِطافِه وتخلُّقِه في ذلك بخُلُقِ النِّساءِ.
٦٣٦ - (خ ن ن) قوله: «ولهم خَنينٌ» أي: بكاءٌ بصوتٍ فيه غُنَّةٌ، تقدَّمَ في الحاءِ.
وكذلك قوله:«في خِنْصِرِه»[خ¦٥٨٧٤] بكسرِ الصَّادِ، هي الإصبعُ الصُّغرى منَ اليدَين، قال أبو حاتمٍ: وكذلك في الرِّجلَين، قال أبو عليٍّ: ويُقال: الخِنصِرُ الإصبعُ الوُسطى.
٦٣٧ - (خ ن ع) قوله: «إنَّ أخنَعَ الأسماءِ عندَ الله»[خ¦٦٢٠٦] جاءَ مُفسَّراً في مسلمٍ عن أبي عمرٍو هو الشَّيبانيُّ قال: «أوْضَعَ»، ومعناه: إنَّ أذلَّ أصحابِ الأسماءِ عندَ الله وأشدَّها صَغاراً مَن تَسمَّى بمَلِكِ الأملاكِ، وبنحو هذا فسَّرَه أبو عُبيدٍ؛ أي: أذلَّ وأوْضعَ، والخانِعُ: الذَّليلُ الخاضِعُ، وقد يكونُ «أخنَعَ» بمعنَى: أقبَحَ وأفجَرَ، كما