للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا يجوز بغير ذلك.

الرابع: إذا بُني أفعل التفضيل مما يتعدى بمن, جاز الجمع بينها وبين الداخلة١ على المفضول, مقدمة أو مؤخرة، نحو: "زيد أقربُ من عمرو من كل خير، وأقربُ من كل خير من عمرو".

الخامس: قد تقدم أن المضاف, والمعرف بأل يمتنع اقترانهما بمن المذكورة، فأما قوله٢:

نحن بغرس الوديّ أعلمُنا ... منا بركض الجياد في السدف

فإنه أراد أعلم, فأضاف ناويا "اطراح"٣ المضاف إليه، كما تدخل الألف واللام في بعض الأمكنة، وينوى سقوطها، قاله في شرح التسهيل.

وأما قول الأعشى٤:


١ أي: وبين "من" الداخلة على المفضول.
٢ قائله: هو سعد القرقرة، وقيل: قيس بن الخطيم, وهو من المنسرح.
اللغة: "الودي" -بفتح الواو وكسر الدال وتشديد الياء- صغار النخل, "ركض الجياد" الركض: تحريك الرجل، يقال: ركضت الفرس برجلي؛ إذا استحثثته ليعدو، والجياد -بكسر الجيم- جمع جواد، "السدف" الضوء والظلمة.
الإعراب: "نحن" مبتدأ, "بغرس" متعلق بأعلم, "الودي" مضاف إليه, "أعلمنا" خبر المبتدأ ونا مضاف إليه, "في السدف" علق بركض والباء بمعنى في، أي: ركضها في وقت اختلاط الظلمة بالنور.
الشاهد فيه: "أعلمنا منا" حيث إن "أعلم" أفعل تفضيل وقد أضيف إلى ضمير المتكلمين، وجاءت بعده من الجارة للمفضول المتعلقة بأفعل التفضيل, وذلك ممتنع مع أفعل المضاف.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٣٨٦/ ٢، وذكر في المغني ٣٩/ ٢.
٣ أ، جـ, وفي ب "باطراد".
٤ قائله: هو الأعشى ميمون، من كلمة له يهجو فيها علقمة ويمدح عامر بن الطفيل في المنافرة التي وقعت بينهما, وهو من الرجز. =

<<  <  ج: ص:  >  >>