للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والصحيح ما ذهب إليه الجمهور لوجهين:

أحدهما: قولهم: "نعم رجلا أنت" و"بئس رجلا هو", فلو كان فاعلا لاتصل بالفعل.

والثاني: قولهم: "نعم رجلا كان زيد", فأعملوا فيه الناسخ.

قوله:

وجمع تمييز وفاعل ظهر ... فيه خلاف عنهُمُ قد اشتهر

في الجمع بين التمييز والفاعل الظاهر ثلاثة مذاهب:

المنع وهو مذهب سيبويه، إذ لا إبهام يرفعه التمييز.

والجواز وهو مذهب المبرد وابن السراج والفارسي.

قال المصنف: وهو الصحيح، واستدل بالقياس والسماع.

فالقياس أن التمييز قد ورد مؤكدا, لا لرفع الإبهام في نحو قوله١:

ولقد علمتُ بأن دين محمد ... من خير أديان البريّة دينا

فلا يمتنع مع الفاعل الظاهر للتوكيد "لا لرفع الإبهام"٢.


١ قائله: هو أبو طالب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو من الكامل.
الإعراب: "ولقد" اللام موطئة للقسم وقد حرف تحقيق, "علمت" فعل وفاعل، والجملة لا محل لها جواب القسم, "بأن" الباء جارة, وأن حرف توكيد ونصب, "دين" اسم أن منصوب بالفتحة, "محمد" مضاف إليه, "من خير" متعلق بمحذوف خبر أن, "أديان" مضاف إليه, "البرية" مضاف إليه، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالباء، والجار والمجرور متعلق بعلم, "دينا" تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة.
الشاهد فيه: "دينا", فإنه تمييز مؤكد.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٣٧٦/ ٢, وذكر في القطر ص٢٤٥.
٢ أ، جـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>