للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحكى الأخفش وأبو علي: بيس, بفتح الباء وتسكين الياء.

وقوله: "رافعان اسمين" يعني: أن كلا منهما يقتضي مرفوعا على الفاعلية؛ لأنهما فعلان كما سبق.

فإن قلت: كون المرفوع بعدهما فاعلا، إنما هو على مذهب البصريين، فما وجه رفعه على مذهب الكوفيين؟

قلت: أما على الطريقة الأولى, فقال في البسيط: ينبغي أن يكون تابعا عندهم لنعم إما بدلا أو عطفا، ونعم اسم يراد به الممدوح, فكأنك قلت: الممدوح الرجل زيد, وأما على الثانية فواضح.

وقوله: "مقارني أل" نعت لقوله: "اسمين".

وحاصل كلامه أن فاعل نعم وبئس يكون قسمين: ظاهرا ومضمرا.

فالظاهر شرطه أن يكون معرفا بأل نحو: {نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} ١.

أو مضافا إلى معرف بهما نحو: {وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ} ٢.

"أو مضافا إلى"٣ مضاف إلى المعرف بهما نحو٤:

فنعم ابن أخت القوم غير مكذَّب ... زهير حسامٌ مفردٌ من حمائل


١ من الآية ٤٠ من سورة الأنفال.
٢ من الآية ٣٠ من سورة النحل.
٣ ب، جـ, وفي أ "أو إلى مضاف إلى معرف".
٤ قائله: هو أبو طالب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- من كلمة يمدح فيها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ويعاتب قريشا على ما كان منها, وهو من الطويل.
اللغة: "حسام" السيف القاطع، وسمي بذلك لأنه يحسم الخلاف بين الناس, "حمائل" جمع حمالة -بالكسر- وهي علامة السيف, "زهير" اسم رجل.
المعنى: يمدح ابن أبي أمية بأنه صادق المودة, وبأنه إذا قال لم يجد من يرد عليه قوله بالتكذيب؛ لأن الناس جميعا يعلمون صدقه، ثم شبهه بالسيف الذي يفرد عنه حمائله, يشير إلى أنه نسيج وحده لا مشارك له في صفاته. =

<<  <  ج: ص:  >  >>