للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف النحويون في "جوازهم"١ إعمال المجموع، فأجازه قوم، واختاره ابن عصفور، ومنعه قوم ومنهم ابن سيده.

فإن قلت: فهل يشترط في إعماله أن يكون بمعنى الحال والاستقبال, كاسم الفاعل؟

قلت: لا يشترط ذلك؛ لأنه عمل لكونه أصلا، فلم يتقيد بزمان بخلاف اسم الفاعل، قاله المصنف. وقال غيره: لأنه عمل بالنيابة عن الفعل، والفعل لا يشترط فيه ذلك.

وحكي عن بعض المتأخرين أنه منع إعماله ماضيا، وليس بصحيح.

وقوله: ولاسم مصدر عمل.

يعني أن اسم المصدر يعمل عمل فعله، وهو قليل، وإلى قلته أشار بتنكير "عمل" واختلف في إعمال اسم المصدر، فأجازه الكوفيون ومنعه البصريون، قال بعضهم: إلا في ضرورة، وتأولوا ما ورد من ذلك على إضمار فعل.

ومن عمله قول عائشة رضي الله عنها: "من قبلة الرجل امرأتَه الوضوءُ"٢ وظاهر كلامه في التسهيل أنه مَقِيس٣, وقال الشارح: وليس ذلك بمطرد في اسم المصدر, ولا فاشٍ.


= الإعراب: "قد" حرف تحقيق, "جربوه" فعل ماض وواو الجماعة فاعله وضمير الغائب العائد إلى الممدوح مفعول به, "فما" الفاء عاطفة وما حرف نفي, "زادت" فعل ماض والتاء للتأنيث, "تجاربهم" فاعل زادت وضمير الغائبين مضاف إليه, "أبا" مفعول به لتجارب لأنه مصدر الفعل المتعدي, "قدامة" مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه اسم لا ينصرف للعلمية والتأنيث, "إلا" أداة استثناء ملغاة, "المجد" مفعول به لزادت, و"الفنعا" معطوف على المجد، والألف للإطلاق.
الشاهد فيه: "تجاربهم أبا قدامة", حيث إن "تجاربهم" عمل مجموعا في "أبا قدامة".
مواضعه من شراح الألفية: الأشموني ٣٣٥/ ٢.
١ أ، جـ.
٢ "قبلة" اسم مصدر مضاف لفاعله, و"امرأته" مفعول, والجار والمجرور خبر مقدم عن الوضوء، ا. هـ. خضري ٢٣/ ١.
٣ التسهيل ص١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>