للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما" يشمل"١ الجملة الاسمية، مثبتة أو منفية، والفعلية المصدرة بالمضارع المنفي, وبالماضي مثبتا ومنفيا.

ومقتضى قوله:

بواو أو بمضمر أو بهما

جاز الأوجه الثلاثة في ذلك كله، وليس على إطلاقه فلا بد من بيانه. أما الجملة الاسمية، فإن كانت مؤكدة لزم فيها الضمير، والخلو من الواو نحو: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} ٢ وكذا إن عطفت على حال كقوله تعالى: {بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} ٣ وإن كانت غير مؤكدة، ولا معطوفة جازت الأوجه الثلاثة.

إلا أن الأكثر مجيئها بالواو مع الضمير، وأقل منه انفراد الواو، وأقل منه انفراد الضمير. وليس انفراد الضمير مع قلته بنادر خلافا للزمخشري، وقبله الفراء بل هو فصيح٤.

وجعل في الكشاف٥ قوله تعالى٦: {بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} ٧ {لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} ٨ في موضع النصب على الحال.


١ أ, أي: سوى ما قدم, وفي ب، جـ "وسواها يشمل".
٢ من الآية ٢ من سورة البقرة. لا ريب فيه جملة وقعت حالا مؤكدة لمضمون الجملة قبلها، وتمتنع الواو؛ لأن المؤكد عين المؤكد، فلو قرن بالواو لزم عطف الشيء على نفسه صورة.
٣ من الآية ٤ من سورة الأعراف. جملة "هم قائلون" حال معطوفة على "بياتا", والرابط الضمير، ولا يقال: "وهم" كراهة اجتماع حرفي عطف صورة, "قائلون" من القيلولة وهي نصف النهار.
٤ قال الزمخشري والفراء: انفراد الضمير وحده في الاسمية يأتي نادرا شاذا وليس بشيء, بل ورد في الفصيح انفراده.
"قال تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا} .
ثم راحوا عبق المسك بهم ... يلحفون الأرض هداب الأزر
وقوله:
ولولا جنان الليل ما آب عامر ... إلى جعفر سرباله لم يمزق
ا. هـ. أشموني ١/ ٢٥٨.
٥ هو كتاب في تفسير القرآن الكريم للإمام محمود بن عمر الزمخشري, واسمه: الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل.
٦ ب.
٧ من الآية ٣٦ من سورة البقرة, أي: متعادين, ١/ ٩٦ كشاف.
٨ من الآية ٤١ من سورة الرعد, لا معقب: لا راد له, ٢/ ١١٦ كشاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>