للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

......... ... وشذ نحو: زانَ نورُه الشجر

أي: شذ تقديم الفاعل الملتبس بضمير المفعول عليه؛ لما يلزم من عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة١.

قال المصنف: والنحويون -إلا أبا الفتح- يحكمون بمنع "مثل"٢، هذا والصحيح جوازه٣.

واستدل على ذلك بالسماع، وأنشد ستة أبيات٤, وأنشد غيره أبياتا أخر.

وذكر لجوازه وجها من القياس٥, وقد أجازه قبله وقبل أبي الفتح، الأخفش من البصريين، والطوال من الكوفيين٦.

وتأول المانعون بعض الأبيات بما هو خلاف الظاهر، وقد أجازه بعضهم في الشعر دون النثر، وهو الإنصاف؛ لأن ذلك إنما ورد في الشعر٧، والله أعلم.


١ لأن الشجر مفعول وهو متأخر لفظا, والأصل فيه أن ينفصل عن الفعل فهو متأخر رتبة ا. هـ. ابن عقيل ١/ ٢٨٠.
٢ أ، ب.
٣ أي: نظما ونثرا.
٤ منها قوله:
ولو أن مجدا أخلد الدهر واحدا ... من الناس أبقى مجده الدهر مطعما
وقوله:
وما نفعت أعماله المرء راجيا ... جزاء عليها من سوى من له الأمر
وقوله:
جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر ... وحسن فعل كما يجزى سنمار
وقوله:
كسا حلمه ذا الحلم أثواب سؤدد ... ورقى نداه ذا الندى في ذرا المجد
وقوله:
جزى ربه عني عدي بن حاتم ... جزاء الكلاب العاويات وقد فعل
وقوله:
لما رأى طالبوه مصعبا ذعروا ... وكاد لو ساعد المقدور ينتصر
٥ قاسه على المواضع التي يجوز فيها عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة ا. هـ. صبان ٢/ ٤.
٦ هو: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الطوال النحوي, من أهل الكوفة وأحد أصحاب الكسائي والفراء. كان حاذقا بإلقاء المسائل العربية، قدم بغداد وأقرأ فيها، وحذق عن الأصمعي, ولم يشتهر له تصنيف, ومات سنة ٢٤٣هـ.
٧ راجع الأشموني ١/ ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>