للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا عطف على منصوب ما وهو خبرها "ببل أو لكن" وجب رفع المعطوف وجعل خبر مبتدأ محذوف، لأن المعطوف بهما موجب و"ما" لا تعمل في الموجب، فإن عطف بحرف لا يوجب كالواو والفاء "نصب المعطوف"١.

واعلم أن الناظم تجوز في تسمية ما بعد "بل ولكن" معطوفا، وليس "هو"٢ بمعطوف بل هو خبر مبتدأ "وبل ولكن" حرفا ابتداء.

ثم قال:

وبعد ما وليس جر البا الخبر ... وبعد لا ونفي كان قد يجر

مثاله بعد "ما" {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} ٣.

"ولا خلاف في زيادة "الباء" بعد "ما" الحجازية، ومنع الفارسي والزمخشري زيادتها بعد "ما" التميمية، والصحيح الجواز لوجود ذلك في أشعار بني تميم"٤.

وبعد "ليس" "نحو"٥ {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ٦.

وبعد "لا" قول سواد بن قارب:

فكن لي شفيعا يوم لاذو شفاعة ... بمغن فتيلا عن سواد بن قارب٧


١ قال ابن عقيل: "جاز الرفع والنصب والمختار النصب نحو، ما زيد قائما ولا قاعدا" ويجوز الرفع فتقول "ولا قاعد" وهو خبر لمبتدأ محذوف". ا. هـ. ١/ ١٧٥.
٢ أ، ج وفي ب "هذا".
٣ سورة فصلت: ٤٦.
٤ أ، ج كقول الفرزدق:
لعمرك ما معن بتارك حقه
صبان ١/ ٢٠٣.
٥ ج.
٦ سورة الزمر: ٣٦.
٧ قائله سواد بن قارب الأزدي الدوسي, وكان كاهنا في الجاهلية وشاعرا، وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقع في قلبه حب الإسلام، فقال يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو من الطويل.
الشرح: "فتيلا": بفتح الفاء وكسر التاء وهو الخيط الأبيض الرقيق الذي يكون في شق النواة "سواد بن قارب" أصله عنى ولكنه أقام المظهر مقام المضمر.
المعنى: كن لي يا رسول الله شفيعا في الوقت الذي لا ينفعني فيه صاحب شفاعة, أي: نفع مهما كان قليلا، وذلك يوم القيامة.
الإعراب: "فكن" فعل أمر ناقص واسمه ضمير مستتر فيه "لي" جار ومجرور متعلق بقوله شفيعا "شفيعا" خبر كان "يوم" منصوب على الظرفية الزمانية بشفيعا "لا" نافية تعمل =

<<  <  ج: ص:  >  >>