للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الشارح١: وأكثر ما يستعمل فيمن يعقل، وقد يجيء لغيره، وفيه لغتان: القصر: وهي لغة بني تميم، والمد: وهو لغة أهل الحجاز، وهي الفصحى، وبها جاء القرآن٢ ولهذا قال: "والمد أولى" وقد حكي فيه لغات أخر، وهي "هلاء" -بإبدال الهمزة هاء- و"أولاء" -بضم الهمزتين- "وإلًى" -بالتنوين- حكاه قطرب.

قال في شرح التسهيل: وتسمية هذا تنوينا مجاز٣، والجيد أن يقال: إن صاحب هذه "اللغة"٤ زاد بعد همزة "أولي" نونا وأولي بإشباع الضمة قبل اللام هو ما حكاه الشلوبين٥ عن بعض العرب "وإلا" بالقصر والتشديد, حكاها بعض أهل اللغة.

تنبيه:

في همزة "أولاء"٦ ثلاثة مذاهب: أحدها أنها عن ياء وهو مذهب المبرد، والثاني: أن أصلها ألف وهو مذهب الزجاج، والثالث: أنها أصلية غير مبدلة من شيء بل مما فاؤه همزة نحو: "أجاء "وأدآء"٧ وهو مذهب الفارسي٨.

ثم قال:

.................................. ... ........... ولدى البعد انطقا

بالكاف حرفا دون لام أو معه ... ...................................


١ قال الشارح ص٢١: "وأكثر ما يستعمل فيمن يعقل وقد يجيء لغيره كقوله:
ذم المنازل بعد منزلة الهوى ... والعيش بعد أولئك الأيام
وفي أولاء لغتان: المد والقصر، فالمد لأهل الحجاز وبه نزل القرآن العظيم، والقصر لبني تميم". ا. هـ.
٢ قال الله تعالى: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ} .
٣ لأنه غير مناسب لواحد من أقسام التنوين.
٤ ب، ج.
٥ هو: الأستاذ أبو عليّ عمر بن محمد الإشبيلي الأزدي المعروف بالشلوبين وهو بلغة الأندلس: الأبيض الأشقر، كان إمام عصره في العربية بلا مدافع، وآخر أئمة هذا النوع بالمشرق والمغرب, أخذ عن ابن ملكون وغيره وانتفع به أكثر أهل الأندلس واشتهر ذكره، وصنف تعليقات على كتاب سيبويه، وله كتاب في النحو سماه "التوطئة", وتوفي سنة ٦٤٥هـ خمس وأربعين وستمائة.
٦ ب وفي أ "أولى" وج "أولا".
٧ أ، ب وفي ج "أآ اء".
٨ وإليه أميل لعدم التكلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>