للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو ضرورة.

وقال الفراء: يجوز ليتني وليتي، وظاهر هذا جوازه في الاختيار.

وقوله: ومع لعل اعكس.

يعني: أن الحذف معها هو الكثير، ولم يأت في القرآن إلا كذلك١.

وإثبات النون معها نادر٢ كقول الشاعر:

فقلت أعيراني القدوم لعلني ... أخط بها قبرا لأبيض ماجد٣


= أفقد: مضارع منصوب بأن المضمرة بعد واو المعية وفاعله ضمير مستتر فيه ومنع قوم أن تكون الواو للمعية وأوجبوا رفع الفعل وهو غير لازم فلا يلتفت إليه "جل مالي" مفعول به ومضاف إليه فإن أبيت إلا أن تجعل الفعل مرفوعا فالجملة في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف -تقديره: وأنا أفقد- والواو حينئذ حالية وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب حال.
الشاهد: في "ليتي" حيث جاءت مضافة إلى ياء المتكلم بدون نون الوقاية، وذلك لأجل الضرورة.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص٢٧، وابن عقيل ١/ ٦٠، والشاطبي، والأشموني ١/ ٥٦، والمكودي ص١٨، والسيوطي ص١٦، وأيضا في همع الهوامع ١/ ٦٤، وابن يعيش في شرح المفصل ٣/ ٩٠، والشاهد ٤٤٦ من خزانة الأدب، وكتاب سيبويه ج١ ص٣٨٦.
١ قال الله تعالى: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ} .
٢ وإنما كان الإثبات نادرا مع "لعل" "وإنما ضعفت "لعل" عن أخواتها لأنها تستعمل جارة نحو: لعل أبي المغوار منك قريب.
وفي بعض لغاتها لعن -بالنون- فيجتمع ثلاث نونات. ا. هـ. أشموني ج١ ص٥٦.
٣ قال العيني ج١ ص٣٥٠ -لم أقف على اسم قائله- وبحثت فلم أعثر على قائله, وهو من الطويل.
الشرح: "أعيراني" ويروى أعيروني, من العارية، "القدوم" بفتح القاف وضم الدال المخففة الآلة ينجر بها الخشب، "أخط بها" أي: أنحت بها وأصل الخط من خط بأصبعه في الرمل، "وقبرا" أي غلافا والمراد به الجفن "الأبيض ماجد" لسيف صقيل، ويمكن المراد طلب القدوم ليحفر بها قبرا.
الإعراب: فقلت: فعل وفاعل "أعيراني" فعل أمر مبني على حذف النون وألف الاثنين فاعله والنون للوقاية والياء مفعول أول "القدوم" مفعول ثان "لعلني" حرف تعليل ونصب والنون للوقاية والياء ضمير المتكلم اسم لعل "أخط" فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه =

<<  <  ج: ص:  >  >>