للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أولها: نحو أنمار مما جعل علما.

والثاني: نحو أنصار مما غلب فصار كالعلم.

والثالث: نحو عباديد مما أهمل واحده؛ لأنه بسبب إهمال واحده شابه نحو قوم ورهط مما لا واحد له، وإذا كان كلامه شاملا لهذه الثلاثة فهو وافٍ بالمطلوب؛ لأن حاصله حينئذ أن الجمع لا ينسب إلى لفظه، بل إلى واحده إلا في ثلاثة مواضع، وهو صحيح.

تنبيه:

إذا نسب إلى نحو تمرات وأرضين وسنين باقية على جمعيتها قيل: تمري، وأرضي، وسنهي أو سنوي، على الخلاف في لامه، وإذا نسب إليها أعلاما التزم فتح العين في الأولين، وكسر الفاء في الثالث.

ومع فاعِل وفَعَّال فَعِل ... في نسب أغن عن اليا فقُبِلْ

يستغنى عن ياء النسب بصوغ فاعل إن قصد صاحب الشيء، كقولهم: لابن وتامر أي: صاحب لبن وتمر، وبفعّال إن قصد الاحتراف، كقولهم: بزّاز وعطّار، وقد يقوم أحدهما مقام الآخر، فمن قيام فاعل مقام فعال قولهم: حائك في معنى حواك؛ لأنه من الحرف؛ ومن عكسه قول امرئ القيس١:


١ قائله: هو امرؤ القيس الكندي يصف رجلا بلغة أنه توعده، وهو من الطويل.
اللغة: "فيطعنني" بضم العين من باب نصر، وقيل: بفتحها "بنبال" بصاحب نبل، وهي السهام العربية ولا واحد لها من لفظها "النابل" الذي يبري السهام.
المعنى: أن هذا الشخص الذي يتوعدني لا أبالي به؛ لأنه ليس من أهل السلاح والحرب.
الإعراب: "ليس" فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو "بذي" الباء حرف زائد وذي خبر ليس "رمح" مضاف إليه "فيطعنني" الفاء فاء السببية ويطعن فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر فيه والنون للوقاية وياء المتكلم مفعول به ليطعن "به" متعلق بيطعن "وليس" الواو عاطفة وليس فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر فيه "بذي" الباء حرف جر زائد، وذي خبر ليس "سيف" مضاف إليه "وليس" فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر فيه "بنبال" الباء حرف جر زائد ونبال خبر ليس.
الشاهد: قوله: "بنبال" حيث استعمل في الدلالة على النسبة إلى ما أخذ منه وهو النبل.
مواضعه: ذكره الأشموني ٧٤٥/ ٣، وابن هشام ١٧/ ٤، وابن الناظم، وسيبويه ٩٢/ ٢، وابن يعيش ١٤/ ٦، والمقتضب ١٦٢/ ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>