للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثالث: توالي العلل، وليس بعد منع الصرف إلا البناء، قاله المبرد.

والأول هو المشهور١.

وأما بنو تميم ففصل أكثرهم بين ما آخره راء نحو حضار فبنوه على الكسر، وبين ما ليس آخره راء فمنعوه الصرف، وبعضهم أعرب النوعين إعراب ما لا ينصرف.

وإنما وافق أكثرهم فيما آخره راء؛ لأن مذهبهم الإمالة، فإذا كسروا توصلوا إليها ولو منعوه الصرف لامتنعت، وقد جمع الأعشى بين اللغتين في قوله٢:

ومرَّ دهرٌ على وَبَارِ ... فهَلَكَتْ جَهْرَةً وبار

ويحتمل أن يكون وباروا فعلا ماضيا والواو ضمير جمع.

واختلف في منع صرفه عند تميم فذهب سيبويه إلى أن المانع له العدل عن فاعله وللعلمية.

وذهب المبرد إلى أن المانع له التأنيث والعلمية، وليس بمعدول ووافق على أنها معدولة إذا بنيت.


١ تقول: هذه حذام ووبار، ورأيت حذام ووبار، ومررت بحذام ووبار.
٢ قائله: هو الأعشى ميمون بن قيس، وهو من البسيط.
وقبله:
ألم تروا إرما وعادا ... أودى بها الليل والنهار
اللغة: "إرم" اسم البلدة "وعاد" اسم القبيلة "أودى بها" ذهب بها وأهلكها "وبار" اسم أمة قديمة بائدة كانت تسكن اليمن.
الإعراب: "ومر" الواو عاطفة، مر فعل ماض "دهر" فاعل "على وبار" جار ومجرور متعلق بمر "فهلكت" الفاء عاطفة هلك فعل ماض والتاء للتأنيث "جهرة" منصوب على الظرفية عاملة هلكت "وبار" فاعل هلكت مرفوع بالضمة الظاهرة.
الشاهد: قوله: "وبار" حيث بناه على الكسر في الأول على لغة الأكثرين، وأعربه في الثاني على رأي القلة وعند جعل وبار الثانية غير علم. أي: وباروا بمعنى هلكوا فعل ماض والواو للجماعة فالجملة معطوفة على "هلكت" وأنث هلكت على إرادة القبيلة.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٥٣٨/ ٢، وابن الناظم وابن هشام ٣٥٠/ ٢، وذكره في الشذور ص١٠١، وسيبويه ٤١/ ٢، وابن يعيش ٦٤/ ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>