للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك مفهوم من قوله:

إن كان تركها يُفِيت المعرفه

فإن قلت: مقتضى قوله: "كأي في الصفة" أن ينعت بما تنعت به "أي" و"أي" تنعت باسم الإشارة، واسم الإشارة لا ينعت بمثله.

قلت: ترك التنبيه به على ذلك؛ لوضوحه.

تنبيه:

مذهب السيرافي أن اسم الإشارة إذا لحقته كاف الخطاب لم يجز نداؤه، ومذهب سيبويه وابن كيسان الجواز، وحكى فيه ابن كيسان عن بعض النحويين سماعا من العرب.

وقوله:

في نحو سعدُ سعدَ الأوس ينتصب ... ثان وضم وافتح أولا تُصِب

إذا تكرر لفظ المنادى مضافا نحو١:


١ قائله: هو جرير بن عطية يهجو عمر بن لحأ التيمي وقومه, وهو من البسيط.
وتمامه:
لا يُلقينكم في سوءة عمر
اللغة: "تيم عدي" إنما أضاف التيم إلى عدي؛ ليفرق بين تيم مرة وغيره, "لا أبا لكم" للغلظة في الخطاب، وأصله أن ينسب المخاطب إلى غير أب معلوم احتقارا له, "سوءة" -بفتح السين وسكون الواو وفتح الهمزة- الفعلة القبيحة, والخطاب في ذلك إلى قومه.
المعني: احذروا يا تيم عدي أن يرميكم عمر في بلية لا قِبَل لكم بها, ومكروه لا تتحملونه بتعرضه لي، يريد أن يمنعوه من هجائه حتى يأمنوا الوقوع في خطره؛ لأنهم إذا تركوا عمر وهجاءه جريرا فكأنهم رضوا بذلك، وحينئذ يسلط عليهم لسانه.
الإعراب: "يا" حرف نداء, "تيم" -بالنصب- منادى مضاف مع تأكيده وحذف المضاف إليه من الأول؛ لدلالة الثاني عليه, وتقديره: يا تيم عدي, يا تيم عدي, "لا أبا لكم" لا نافية للجنس, "أبا" اسم لا, "لكم" اللام حرف زائد والكاف في محل جر بهذه اللام، ولكنها في التقدير مضافة إلى اسم لا، وخبر لا محذوف أي: لا أبا لكم في الحضرة, "لا" ناهية, "يلقينكم" في موضع جزم بلا مبني لدخول النون الثقيلة عليه والكاف مفعول به, "في سوءة" جار ومجرور متعلق بالفعل, "عمر" فاعل. الشاهد فيه: "يا تيم تيم" حيث تكرر لفظ المنادى، وقد أُضيف ثاني اللفظين فيجب في الثاني النصب, ويجوز في الأول الضم والنصب.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤٥٤/ ٢، وابن عقيل ٢٠١، والمكودي ص١٢٧. وذكره ابن يعيش ١٠/ ٢، والسيوطي في الهمع ١٢٢/ ٢، وسيبويه ٢٦, ٣١٤/ ١, والشاهد ١٣٢ في الخزانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>