للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدنا أبو علي للكميت:

كذلك تلك وكالناظرات ... صواحبها ما يرى المسحل١

أي: وكالناظرات ما يرى المسحل صواحبها. فإن حملته على هذا ركّبت قبح الفصل, فلا بُدَّ إذًا أن يكون "ما يرى المسحل" محمولًا على مضمر يدل عليه قوله "الناظرات", أي: نظرن ما يرى المسحل.

وهذا الفصل الذي نحن عليه ضرب من الحمل٢ على المعنى, إلا أنا٣ أوصلناه بما تقدمه لما فيه من التقديم والتأخير في ظاهره, وسنفرد للحمل على المعنى فصلًا بإذن الله٤.

وأنشدوا:

كأنَّ برذون أبا عصام ... زيدٍ حمار دق باللجام٥

أي: كأن برذون زيديا أبا عصام حمار دقّ باللجام. والفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف وحرف الجر قبيح٦ كثير؛ لكنه من ضرورة الشاعر, فمن ذلك قول٧ ذي الرمة:

كأنَّ أصوات من إيغالهن بنا ... أواخر الميس أصوات الفراريج٨


١ "تلك" في ج: "تيك". والمسحل: جانب اللحية، وهو موطن الشيب.
٢ كذا في ش. وفي د، هـ، ز، ط: "المحمول".
٣ كذا في ش. وفي ز، ط: "أنه وصلناه".
٤ انظر ص٤١٣ من هذا الجزء.
٥ انظر العيني ٣/ ٤٨٠.
٦ سقط في ش، ط. وثبت في د، هـ، ز.
٧ كذا في د، هـ، ز. وفي ش، ط: "قوله".
٨ هذا في وصف الإبل. والإيغال: الإبعاد في الأرض, وأراد به شدة السير، والميس: شجر تتخذ منه الرحال، وأراد به الرحل. الفراريج: صغار الدجاج. يريد أن رحالهم جدد وقد طال السير, فبعض الرحل يحك بعضًا فيكون له صوت يشبه صوت الفراريخ. انظر الكتاب ١/ ٩٢، والخزانة ٢/ ١١٩، والديوان ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>