للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن العرب قد تقف على العروض نحوًا من وقوفها على الضرب, أعني مخالفة ذلك لوقف١ الكلام المنثور غير الموزون؛ ألا ترى إلى قوله أيضًا:

فأضحى يسح الماء حول كتيفتن

فوقف بالتنوين خلافًا على الوقف٢ في غير الشعر. فإن قلت: فأقصى٣ حال قوله "كتيفتن " -إذ ليست قافية- أن تجري مجرى القافية في الوقف عليها وأنت ترى الرواة أكثرهم على إطلاق هذه القصيدة ونحوها بحرف اللين للوصل, نحو قوله: ومنزلي, وحوملي, وشمألي, ومحملي, فقوله " كتيفتن " ليس على وقف الكلام ولا وقف القافية قيل: الأمر على ما ذكرت من خلافه له؛ غير أن هذا أيضًا أمر يخص المنظوم دون المنثور؛ لاستمرار ذلك عنهم؛ ألا ترى إلى قوله٤:

أني اهتديت لتسليم على دِمنن ... بالغمز غيرهن الأعصر الأولو٥

وقوله ٦:

كأن حدوج المالكية غُدوتن ... خلايا سفين بالنواصف من دَدي

وقوله:

فمضى وقدمها وكان عادتن ... منه إذا هي عردت إقدامها٧


١ كذا في ش وب، وفي أ: "لوقوف".
٢ كذا في ش وب، وفي أ: "الوقوف".
٣ كذا في أ، ج. وفي ش وب: "فأقضى".
٤ هو القطامي في قصيدته التي مطلعها:
إنا محيوك فاسلم أيها الطلل ... وإن بليت وإن طالت بك الطيل
والبيت الشاهد بلى هذا البيت، وهو يخاطب فيه نفسه، فجائز أن يكون بكسر التاء في "اهتديت" وبالضم والفتح، وضبط في أبفتح التاء، وفي ش بكسرها، والغمر: اسم موضع.
٥ كتب العروض والضرب في هذه الأبيات على مقتضى الرسم العروضي، فرسم التنوين نونًا، ورسم الوصل، وهذا على ما في أ، وفي ش وب: جرى الرسم فيها على المألوف.
٦ هو طرفة في معلقته.
٧ هذا البيت قائله لبيد في معلقته. وهو ساقط في أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>