للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم، وقد ثبت أن الفعل مع الفاعل في كثير من الأحكام والأماكن كالشيء الواحد.

وإذا كان الفعل مجرور الموضع, والفاعل معه كالجزء منه, دخل الفاعل منه في اعتقاد تلخيصه مجرورًا في اللفظ موضعه, كما أنّ النون من إذن لما كانت بعض حرف جرى عليها ما يجري على الحرف المفرد من إبداله في الوقف ألفًا, وذلك قولهم: لأقومنَّ إذًا كما تقول: ضربت زيدًا, ومع النون الخفيفة للواحد: إضربًا. فكما أجريت على بعض الحرف ما يجري على جميعه من القلب كذلك أجريت على بعض الفعل -وهو الفاعل- ما يجري على جميعه من الحكم.

ومما أجري فيه بعض الحرف مجرى جميعه قوله ١:

فبات متصبًا وما تكردسا٢

فأُجري "منتصبًا"٣ مجرى فخذ, فأسكن ثانيه, وعليه حكاية الكتاب ٤: أراك منتفخًا, ونحو من قوله: "لما رآها الرآء" في توهم جر الفاعل قول٥ طرفة:

وسديف حين هاج الصنبر

كأنه أراد: الصنبر, ثم تصور معنى الإضافة, فصار إلى أنه كأنه قال:

حين هيج الصنّبر ثم نقل الكسرة على حدّ مررت ببكر, وأجرى صنَبِر من الصنّبر مجرى بكر على قوله: أراك منتفخًا.


١ أي: العجاج. وانظر شرح شواهد الشافية ٣٢.
٢ بعده:
إذا أحس نبأة توجسًا
وقوله: "منتصبًا" كذا في اللسان "نصب", وفيه في كردس ونصص: "منتصًا" وهو وصف من انتص, أي: استوى واستقام، وهو في وصف ثور وحشي.
٣ كذا في ز، ج. وفي ش: "منتصها".
٤ انظر الكتاب ٢/ ٢٥٨.
٥ انظر ص٢٨٢ من الجزء الأول من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>