للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا يدل على مخالطة السحائب عندهم البحر وتركضها فيه, وتصرفها على صفحة مائه. وعلى كل حال فقول أبي بكر أظهر.

ومن ذلك قولهم: باهلة بن أعصر ويعصر, فالياء في "يعصر" بدل من الهمزة في "أعصر", يشهد بذلك ما ورد به الخبر من أنه إنما سمِّي بذلك لقوله ١:

أبنيّ إن أباك غير لونه ... كرّ الليالي واختلاف الأعصر

يريد: جمع عصر, وهذا واضح.

فأمّا٢ قولهم: إناء قربان, وكربان, إذا دنا أن يمتلئ فينبغي أن يكونا أصلين؛ لأنك تجد لكل واحدة منهما متصرفًا, أي: قارب أن يمتلئ وكرب أن يمتلئ, إلّا أنهم قد قالوا: جمجمة٣ قربى, ولم نسمعهم قالوا: "كربى". فإن غلبت القاف على الكاف من هنا فقياس ما٤.

وقال الأصمعي: يقال: جعشوش٥، وجعسوس٥، وكل ذلك إلى قمأةٍ٦ وقلةٍ وصغر, ويقال: هم من جعاسيس الناس, ولا يقال بالشين في هذا. فضيق الشين مع سعة السين يؤذن بأن الشين بدل من السين. نعم, والاشتقاق يعضد كون السين


١ كذا في أ، ب. وفي ش: "بقوله". واسم أعصر منبه بن سعد بن قيس عيلان. وانظر التاج "عصر" والاشتقاق لابن دريد ١٦٤.
٢ كذا في شن ب. وفي أ: "وأما".
٣ هي قدح من خشب يشرب فيه، وهي أيضًا ضرب من المكاييل.
٤ كذا في أ. وسقط في ش، ب.
٥ هو القصير اللئيم.
٦ كذا في أ، وفي ب" فمأة". والقماءة مصدر قمؤ، والقمأة مصدر قأ، وكلاهما معناه: صغر وذل.

<<  <  ج: ص:  >  >>