للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مخر وبنات بخر: سحائب يأتين قبل١ الصيف "بيض"٢ منتصبات في السماء, قال طرفة:

كبنات المخر يمأدن إذا ... أنبت الصيف عساليج الخضر٣

قال أبو علي -رحمه الله: كان أبو بكر يشتق هذه الأسماء من البخار, فالميم على هذا في "مخر" بدل من الباء في "بخر" لما ذكر أبو بكر. وليس ببعيد عندي أن تكون الميم أصلًا في هذا أيضًا, وذلك لقول الله سبحانه: {وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ} ٤ أي: ذاهبة "وجائية"٥ وهذا أمر قد يشاركها فيه السحائب, ألا ترى إلى قول الهذلي:

شربن بماء البحر ثم ترفعت ... متى لجج خضر لهن نئيج٧


١ كذا في ب، ج، ش. وفي أ، "في" وقوله: "قبل الصيف" أي: في أوله.
٢ كذا في أ، ج. وسقط في ش، ب.
٣ قبله:
لا تلمني إنها من نسوة ... رقد الصيف مقاليت نزر
يقول: لا تلمني في تعلقي بهذه المرأة, فإنها منعَّمة لم ينل من حينها كثرة الأولاد، ثم قال: إنها من نسوة ربا كهذه السحب، ويمأدن، يتثنين. والعساليج: جمع العسلوج والعسلاج, وهو ما لان واخضرَّ من الأغصان. والخضر: ما اخضرَّ من النبات, ويروى الخضر -بضم ففتح- جمع الخضرة, ويراد بها الأخضر من النبات. انظر الديوان طبعة فازان ص٦٤.
٤ آية ١٢، سورة فاطر.
٥ كذا في أ، ج. وفي ش، ب: "جارية".
٦ هو أبو ذؤيب.
٧ قبله:
سقى أم عمرو كل آخر ليلَة ... حناتيم سود ماؤهن نجيج
والحناتم: صب سود. ونجيج: سائل مصبوب. وقوله: كل آخر ليلة, أي: أبداء. والنتيج: الصوت. وانظر ديوان الهذليين ١/ ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>