للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي دوار؛ إلا أن زيادة هذه الياء فى الصفة أكثر منها في الاسم، لأن الغرض فيها توكيد الوصف.

ومثل مؤقٍ في هذه القضية ما رواه الفراء من قول بعضهم فيه: ماقٍ. فيجب أيضًا أن يكون مخففًا١ من ثقيله. وأما ما أنشده أبو زيد من قول الشاعر:

يا من العين لم تذق تغميضا ... وماقيين اكتحلا مضيضا٢

فمقلوب. وذلك أنه أراد من المأق مثال فاعل فكان قياسه مائق، إلا أنه قد قلبه إلى فالع، فصار: مأقٍ بمنزلة شاكٍ ولاثٍ في شائك ولائث. ومثله قوله٣:

وأمنع عرسي أن يزن بها الخالي

أراد: الخائل: فاعلا من الخيلاء.

وجبروة من قبل الكوفيين. وهو فائت. ومثاله فعلوة.

وأما مسكين ومنديل فرواهما اللحياني. وذاكرت يومًا أبا علي بنوادره٤ فقال: كناش٥. وكان أبو بكر -رحمه الله- يقول: إن كتابه لا تصله به٦ رواية، قدحًا فيه، وغضًا منه.


١ فأصله مأفي، وبعد تخفيفه صار كقاض.
٢ المضيض: الهم والحزن، والرضيض: المدقوق، وانظر النوادر ٥٢.
٣ أي امرئ القيس، وما أورده شطر في بيتين هما:
لقد زعمت بسباسة اليوم أنني ... كبرت وألا يحسن السر أمثالي
كذبت لقد أصبى على المرء عرسه ... وأمنع عرسي أن يزن بها الخالي
وبسباسة: اسم امرأة، والسر: اللهو بالنساء ويزن: يتهم.
٤ كذا في د، هـ، ز، ط. وفي ش: "في نوادر".
٥ كذا في ش. وفي د، هـ، ز، ط: "كناسة"، وقد يكون محرفا عن "كناشة"، وفي التاج "كنش" أن الكناشة أوراق تجعل كالدفتر يقيد فيها الفوائد والشوارد للضبط، وأبو علي يريد أنه ليس فيه مسكة التصنيف.
٦ في ط: "وفيه".

<<  <  ج: ص:  >  >>