للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجعل منه ابن مالك: {ثُمَّ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} [الأنعام: ١٥٤] الآية. قال في المغني١: والظاهر أن "ثم" فيه واقعة موقع الفاء. "وقد توضع" ثم "موضع الفاء كقوله" وهو أبو دؤاد٢ جارية٣ بن الحجاج: [من المتقارب]

٦٦٧-

كهز الرديني تحت العجاج ... جرى في الأنابيب ثم اضطرب

إذ الهز متى جرى في أنابيب الرمح يعقبه الاضطراب ولم يتراخ عنه. قاله في المغني٤. واعترضه قريبه فقال: والظاهر أنه ليس كذلك بل الاضطراب والجري في زمن واحد. وجوابه أن الترتيب يحصل في لحظات لطيفة.

و"الرديني": صفة للرمح٥، يقال: رمح رديني وقناة ردينية. قال الجوهري٦: زعموا أنه منسوب إلى امرأة تسمى ردينة. كانت تقوم القناة بخط هجر. و"العجاج" بفتح العين: الغبار، والأنابيب: جمع أنبوبة، وهي ما بين كل عقدتين من القصب.

"وأما "حتى" فالعطف بها قليل" عند البصريين، "والكوفيون ينكرونه" بالكلية، ويحملون نحو: جاء القوم حتى أبوك، ورأيت القوم حختى أباك، ومررت بالقوم حتى أبيك، على أن "حتى" فيه ابتدائية، وأن ما بعدها على إضمار عامل. "و" العطف بـ"حتى" "شرطه أربعة أمور:

أحدها: كون المعطوف اسما" لا فعلا، لأنها منقولة من "حتى" الجارة. وهي لا تدخل على الأفعال؛ فلا يجوز على العطف: أكرمت زيدًا بكل ما أقدر عليه حتى أقمت نفسي خادمًا له، وبخل علي زيد بكل شيء حتى منعني دانقًا، وأجازه ابن السيد٧.

"والثاني: كونه ظاهرًا" لا مضمرًا، كما كان ذلك شرط مجرورها، "فلا يحوز: قام الناس حتى أنا"، ولا: ضربت القوم حتى إياك، وهذا الشرط "ذكره" ابن هشام "الخضراوي"، قال في المغني٨: ولم أقف عليه لغيره.


١ مغني اللبيب ١/ ١١٨-١١٩.
٢ في "ب", "ط": "أبو داود".
٣ في جميع النسخ: "حارثة", والتصويب من الدرر ٢/ ٤٢٤، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٥٨.
٦٦٧- تقدم تخريجه البيت برقم ٦٦٥.
٤ مغني اللبيب ١/ ١١٨-١١٩.
٥ في "ب": "الرمح".
٦ الصحاح "ردن".
٧ الحلل ص١٩٧.
٨ مغني اللبيب ١/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>