للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أورده من عناوين تكاد تكون من خصائص توجيه أهل الفن إلى ما يلزم اتباعه في المسالك الخاصة بدراسة الحديث وطلبه:

سابعا: يورد المؤلف عناوين متضاربة أحيانا ويورد أحيانا أخرى أحاديث متضاربة تحت عنوان واحد:

فمن الأول: قوله: باب ما يقطع الصلاة١، وهو يختلف مع عنوان آخر بعده بقليل: لا يقطع الصلاة شيء٢، وكذلك قوله: باب إمامة الفاسق٣ المشعر بعدم جوازها وقد دل على ذلك صريحا ما ورد من خبر تحت هذا العنوان، وبعده مباشرة: الصلاة خلف كل إمام٤ المشعر بجواز إمامة الفاسق، والحديث الذي أورده تحته يدل على هذا صراحة أيضا.

ومنه أيضا: باب فيمن يأمر بالمعروف ولا يفعله٥، وفيه وعيد شديد على ذلك، وبعده باب: مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به، وهو مختلف مع ما قبله في عنوانه وفي دلالة أحاديثه٦.

وبهذه المناسبة نورد أننا لاحظنا في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر٧ زيادة على ما فيه من تكرار واضح في العناوين مثل: باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفيمن لا تأخذه في الله لومة لائم، وهو مكرر مع العنوان الاول الذي كأنه رئيسي في موضوعه ومع عنوان آخر في نفس اللفظ باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر٨ فإننا نلاحظ فيه تضاربا آخر بين الأبواب بعضها مع بعض، وبين الأحاديث كذلك.

ومن الثاني: ما أورده في موضوع أذان الأعمى٩: فقد ذكر حديثا يدل على كراهته، ثم ذكر بعده حديثا يدل على إباحته، والأول هو حديث ابن مسعود: "ما أحب أن يكون مؤذنوكم عميانكم" والثاني حديث زيد بن ثابت وفيه: "كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" ومن الواضح أن ابن أم مكتوم كان أعمى.

ومن ذلك ما ورد في باب تلقين الإمام١٠: فإن فيه ما يدل على منعه، وما يدل على طلبه، والأول هو حديث ابن مسعود: "إذا تعايا الإمام فلا تردن عليه" والثاني حديث أبي بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فأسقط بعض سورة، فذكَّره أبي بعد الصلاة فقال: "أفلا لقنتنيها؟ " وفي حديث آخر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم تردد في صلاة الفجر في آية، فلما قضى الصلاة سأل عن أبي بن كعب، فرأى القوم أنه إنما سأل عنه ليفتح عليه" وفي رواية: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الفجر فالتبس فيها، ثم قال لأبي بن كعب: "ما منعك أن تفتح علي" ومنه أيضا ما ورد


١ مجمع الزوائد ج٢ ص٦.
٢ مجمع الزوائد ج٢ ص٦٦.
٣ مجمع الزوائد ج٢ ص٦٦.
٤ مجمع الزوائد ج٢ ص٦٧.
٥ مجمع الزوائد ج٧ ص٢٧٦.
٦ مجمع الزوائد ج٧ ص٢٧٧.
٧ مجمع الزوائد ج٧ ص٢٦١ وما بعدها.
٨ مجمع الزوائد ج٧ ص٢٧٠.
٩ مجمع الزوائد ج٢ ص٢.
١٠ مجمع الزوائد ج٢ ص٦٩.

<<  <   >  >>