إلى عدم وجودها الان، وقالوا: بل ينشئها يوم المعاد لأن خلقها الآن عبث. وتأولوا الجنة في قصة آدم عليه السلام. والآيات القرآنية والأحاديث النبوية كافية في ردهم، دامغة لرءوسهم.
واما محلهما - فالصحيح أن الجنة فوق السماء السابعة وسقفها العرش. وان النار في الأرض السابعة. وقيل: الجنة في السماء الرابعة. وقيل: كلاهما فوق السماوات. وقيل: النار تحت سبعة أبحر. وأخرج أبو الشيخ عن كعب في قوله تعالى:{والبحر المسجور} قال البحر يسجر فيصير جهنم.
وأما أبديتهما فقد قال العلامة ابن القيم في كتابه ((حادى الأرواح)) أما أبدية الجنة وأنها لا تفنى ولا تبيد فمما يعلم بالاضطرار أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر به، قال الله تعالى:{وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ}[هود ١٠٨] أى غير مقطوع. ولا تنافي بين هذا وبين قوله تعالى:{إلا ما شاء ربك} نعم، أختلف السلف هذا الاستثناء فقال الضحاك: هو في الذين يخرجون من النار فيدخلون الجنة. وقالت فرقة: العزيمة وقعت لهم من الله سبحانه بالخلود الدائم، إلا أن يشاء الله تعالى خلاف ذلك إعلاماً لهم مع خلودهم في مشيئة الله سبحانه. وهذا كما قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {ولئن شئنا لنذهبن بالذى أوحينا إليك} وغيره. ونظير ذلك مما يخبر به سبحانه عباده: أن الأمور كلها بمشيئته، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
وقالت فرقة: المراد بالسماوات والأرض سماء الجنة وأرضها وهما باقيتان أبداً. وقيل غير ذلك. فقوله تعالى:{غير مجذوذ} وقوله سبحانه {أكلها دائم وظلها} ، {وما هم بمخرجين} والأحاديث العديدة في ذلك نصوص