للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عظيم العفو، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة، يا صاحب كل نجوى، ويا منتهى كل شكوى، يا كريم الصفح، يا عظيم المنِّ، يا مبتدئ النعم قبل استحقاقها، يا ربنا ويا سيدنا ويا مولانا ويا غاية رغبتنا أسألك يا الله .. (١).

اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن التوكل إلا عليك، ومن الطلب إلا منك، ومن الرضا إلا عنك، ومن الذل إلا في طاعتك، ومن الصبر إلا على بابك، وأسالك أن تجعل الإخلاص قرين عقيدتي، والشكر على نعمتك شعاري ودثاري، والنظر في ملكوتك دأبي وديدني، والانقياد لك شأني وشغلي، والخوف منك أمني وإيماني، واللياذ بذكرك بهجتي وسروري (٢).

من أدعية الأعراب:

دعا أعرابي فقال: اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك، أو أضل في هداك، أو أذل في عزك، أو أُضام في سلطانك، أو أُضطهد والأمر لك (٣).

قال الأصمعي: سمعت أعرابيًا يدعو الله وهو يقول: هربت إليك بنفسي -يا ملجأ الهاربين- بأثقال الذنوب أحملها على ظهري، لا أجد شافعًا إليك إلا معرفتي بأنك أكرم من قصد إليه المضطرون، وأمَّل فيما لديه الراغبون، يا من فتق العقول بمعرفته، وأطلق الألسن بحمده، وجعل ما امتن به من ذلك على خلقه كِفاء لتأدية حقه، لا تجعل للهوى على عقلي سبيلا، ولا للباطل على عملي دليلا (٤).

وعن بعضِ الأعراب أنه تعلَّقَ بأستار الكعبة وهو يقول: اللَّهمّ إن استغفاري مع


(١) المستدرك، للحاكم (١/ ٧٢٩).
(٢) البصائر والذخائر، لأبي حيان التوحيدي (٦/ ٥).
(٣) البصائر والذخائر، لأبي حيان التوحيدي (٥/ ١٣٨).
(٤) الأمالي في لغة العرب، للقالي (١/ ١٢).

<<  <   >  >>