للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾: حكايةٌ لمخاطبتهم (١)، وقرئ بالياءِ (٢) لأنهم غُيَّبٌ. واللامُ جوابُ القسمِ الذي نابَ عنه قولُه: ﴿أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ﴾ والضميرُ للكتابِ.

﴿فَنَبَذُوهُ﴾، أي: الميثاقَ وما عُهِدَ إليهم.

﴿وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ﴾ شنَّعَ على أهل الكتابِ، وبالغَ في توبيخِهم بأنهم إذ اخذَ الله ميثاقَهم وعهِدَ إليهم، وأكَّدَهُ بالقسمِ أن يُظهِروا الكتاب، وأوجبَ عليهم بالتأكيدِ بيانَ ما فيه واجتنابَ كتمانِه، فقابلوا مبالغته في ذلكَ بالمبالغةِ في اطِّراحه وتركِه، فإن النبذَ وراء الظهرِ مثلٌ في (٣) الطرحِ بالكليَّةِ وتركِ الاعتدادِ بالشيءِ.

النبذُ: الرميُ والإبعادُ، وفي الحديثِ: أنه مرَّ بقبر منتبذ عن القبور (٤)، أي: منفردٍ بعيدٍ عنها (٥).

والوراءُ كما يطلَقُ على الخلفِ يطلَقُ على الأمامِ، فإضافتُه إلى الظهرِ لتعيين معنى الخلفِ.

﴿وَاشْتَرَوْا بِهِ﴾: وأخذوا بدله (٦).

﴿ثَمَنًا قَلِيلًا﴾ مِن حطام الدنيا وأعراضِها.


(١) في (م): "بحال مخاطبتهم ".
(٢) قرأ بالياء ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية شعبة، وقرأ باقي السبعة بالتاء للخطاب، انظر: "التيسير" (ص:٩٣).
(٣) "في "من (د).
(٤) رواه النَّسَائِيّ (٢٠٢٤) عن الشَّعبيِّ، قال: أَخْبَرَني مَن رَأَى النَّبيَّ : مَرَّ بِقَبْرٍ مُنتبِذٍ فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَصَفَّ أَصْحَابَهُ خَلْفَهُ، قيل: مَن حَدَّثَكَ؟ قال: ابنُ عبَّاسٍ.
(٥) في هامش (د) و (ف): "ذكره ابن الأثير في النهاية. منه".
(٦) في (د): "به".