للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والوجاهةُ في الدنيا: النبوةُ والتقدمُ على الناس بالمعجزاتِ، وفي الآخرةِ: علوُّ الدرجةِ والشفاعةُ.

﴿وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾ من الله تعالى، حالٌ آخرُ، وقيلَ: إشارة إلى رفعهِ إلى السماءِ، وصحبة الملائكةِ.

* * *

(٤٦) - ﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾.

﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ﴾ حالٌ آخرُ، والعدولُ إلى الفعل لأنَّه صفةٌ متجددةٌ بخلافِ السابق واللاحقِ، وذكرَ الناسَ لبيان أن المرادَ التكلم المعتادُ، فإن الصبيَّ قد يقدر على التكلُّمِ مع أبويهِ وهو طفلٌ، فتكلُّمه مطلقًا في تلك الحالِ ليس بخارقٍ للعادة.

﴿فِي الْمَهْدِ﴾ حالٌ من (يكلِّمُ) ﴿وَكَهْلًا﴾ عطفٌ عليه؛ أي: طفلًا وكهلًا، وإنما عدلَ عنه إلى المنزَل تصويرًا لحالِ صغَرهِ المنافي للقدر على التكلُّم كما ينبغي، والمعنى: يكلِّمُهم في الطفولةِ والكهولةِ على سواءٍ.

وفيه بشارةٌ (١) لأمهِ بعيشهِ وبقائهِ إلى الكهولةِ؛ وهي (٢) ما بين الشبابِ والشّيبِ. واستُدِلَ به على نزوله من السماءِ؛ لأن رفعه إليها كانَ قبل أن يصيرَ كهلاً.

والمهد: ما يمهَدُ للصبيِّ من مضجعه تسميةً بالمصدرِ.

﴿وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾: حالٌ رابع من (كلمةٍ) أو ضميرِها الذي في (يكلم).

* * *


(١) في (م): "إشارة".
(٢) في (ك) و (م): "وهو".