للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٤٥) - ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ﴾

﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ﴾ بدلٌ مِن ﴿إِذْ قَالَتِ﴾ الأولى وما بينهُما اعتراضٌ، أو مِن ﴿إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ على أن وقوعَ الاختصامِ والبشارة في زمانٍ متسعٍ؛ كقولهِ: لقيتُه سنةَ كذا.

﴿يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ﴾ قد سبقَ تفسيرُها.

﴿اسْمُهُ﴾: الضمير للكلمة، وإنما ذُكِّرَ باعتبارِ المعنى.

﴿الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ﴾ (المسيحُ) لقبُهُ؛ أصلُه بالعبرية: مَشِيحا؛ ومعناهُ: المبارَك، فهو من الألقابِ المشرِّفةِ (١) كالصِّدِّيقِ، و (عيسى) معرَّبُ أيشوع.

وإنما قال: ﴿عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ﴾ والخطابُ لها؛ للتنبيه بنسبته إلى الأمِّ أنه يولَدُ من غير أبٍ؛ لأن النسبةَ إليها إنما تكونُ عند فَقْد الأبِ، وقد كان في قولهم: ﴿بِكَلِمَةٍ مِنْهُ﴾ (٢) تمهيدٌ لهذا التنبيه.

ولما كان الاسمُ علامةً يعرَفُ به المسمَّى ويتميَّزُ من (٣) غيرهِ قيلَ: اسمه - أي: ما يُعرَفُ به ويتميَّزُ - مجموعُ هذه الثلاثةِ؛ تعظيمًا لهُ، وتنويهًا بذكرِ اللقبِ والصفةِ مع الاسمِ.

﴿وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا﴾ حال مقدَّرةٌ من (كلمةٍ)، وهي وإن كانت نكرةً لكنها موصوفة.


(١) بكسر الراء المشددة؛ أي: المفيدة للمدح، ويجوز فتحها. انظر: "حاشية الشهاب على البيضاوي" (٣/ ٢٦).
(٢) "منه": ليست في (م).
(٣) في (ف): "في".