للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ﴾ مبتدأٌ خبرُهُ (١):

﴿تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ﴾ أي: تحبُّ متمنيًا أنَّ بينها وبينَ ذلك اليومِ وهولِه (٢).

ولا يجوزُ أن يكونَ: ﴿تَوَدُّ﴾ حالًا من الضميرِ في ﴿عَمِلَتْ﴾ لأنَّ عمَلها ليسَ في حالِ الودادةِ المذكورةِ.

وعلى قراءة: (ودَّت) (٣) يجوز أن تكون ﴿مَّا﴾ شرطيةً، وكذا على قراءة العامةِ عندَ التحقيقِ، ولا يأباهُ رفعُ ﴿تَوَدُّ﴾؛ لأنَّ الشرطَ إذا كان ماضيًا والجزاء مضارعًا جازَ فيه الرفعُ والجزمُ، لكنَّ الحملَ على الجملةِ الاسميةِ أوقعُ في المعنى؛ لأنَّه حكايةُ الكائنِ في ذلك اليومِ.

﴿أَمَدًا بَعِيدًا﴾ والأمدُ: المسافةُ أو الزمانُ.

﴿وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ﴾: ذكرَهُ فيما سبقَ للمنعِ عن موالاةِ الكافرين، وذكره هنا للحثِّ على عملِ الخيرِ، والمنعِ عن عمل السوءِ، فلا تكرارَ.

﴿وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ يعني: أن المبالغةَ في تحذيرِهم واستيقاظِهم عن الغفلةِ، وتذكيرِهم كمالَ علمِهِ وقدريهِ وإحاطتِهِ بهم، منَ الرأفةِ العظيمةِ بالعبادِ؛ لأنهم إذا تنبَّهوا وعر فوه حقَّ معرفته حذروا سخَطهُ، وطلبوا رضاه، فنجَوا.

ويجوزُ أن يريدَ أنه مع كوبه محذورًا لإحاطةِ علمِهِ، وكمالِ قدرتهِ، وقوة


(١) في (م): "وخبره ".
(٢) في (م): "سهولة"، وسقطت من باقي النسخ، والمثبت من "الكشاف" (١/ ٣٥٢)، و"تفسير البيضاوي" (٢/ ١٢).
(٣) تنسب لعبد الله بن مسعود . انظر: "معاني القرآن" للفراء (١/ ٢٠٧)، و"الكشاف" (١/ ٣٥٢).