للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ﴾ فتكونونَ أنتم وهم سواءٌ في التصرُّف فيها مِن غير فرقٍ.

و (مِن) الأولى للابتداء، والثانية للتبعيض، والثالثة مزيدةٌ لتأكيد الاستفهام الجاري مجرى النفي؛ لأنَّه (١) الإنكاري.

﴿تَخَافُونَهُمْ﴾: [أن] يستبدُّوا (٢) بالتصرُّف فيها ﴿كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ كما يخاف بعضُ الأحرار بعضًا إذا شاركه في ميراثٍ في مالٍ مُشتَركٍ أنْ يَحوزَهُ دونه، أو يَستقلَّ بتدبيره والتصرُّف فيه.

أو: تخافون أنْ تستبدُّوا بتصرُّفٍ دونَهم؛ مخافةَ بعضِ الأحرار بعضًا.

فإذا لم تَرضوا بذلك لأنفسِكم، وأنتم وعبيدُكم سواءٌ في البشريَّة، فكيف تَرضونَ لرَبِّ الأربابِ ومالكِ العبيدِ والأحرارِ أن يكون بعضُ عبيده له شركاءَ؟!.

﴿كَذَلِكَ﴾؛ أي: مثلَ هذا التفصيل ﴿نُفَصِّلُ الْآيَاتِ﴾؛ أي: نبيِّنها، فإنَّ التمثيلَ ممَّا يكشف المعاني ويوضِّحها تصويرًا وتشكيكًا.

﴿لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾: يستعملون عقولَهم في تدبُّر الأمثال.

(٢٩) - ﴿بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾.


(١) "لأنَّه" ليست في (ف).
(٢) في (ك): "تستبدون"، وفي باقي النسخ: "تستبدوا"، وما بين معكوفتين من "تفسير البيضاوي" (٤/ ٢٠٦)، وقال القونوي في "الحاشية" (١٥/ ١٣٤): أي: تخافون أن يستقلوا بالتصرف فيه بدون رأيكم.