والآلات، وبالبأس: النَّجدة والبلاء في الحرب؛ أي: قادرون على القتال لا فتورَ فينا ولا قصورَ لوُفور عَددنا وعُددنا، وإنَّما قدَّموا هذا الكلام لكيلا تتوهَّم العجزَ مِن تفويض الأمر إليها بقولهم:
﴿وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ﴾ موكول ﴿انْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾ من الحرب والصُّلح، نطيعك ونمتثِل أمرَكِ.
زَّيفَتْ ما أحسَّتْ منهم مِن الميل إلى المحاربة بادِّعائهم أسبابَ الغلبة، وذكرَتْ لهم سوءَ عاقبة الحرب، وأشعرَتْ بأنَّها ترى الصُّلحَ مخافةَ أنْ يتخطَّى سليمان ﵇ خططَهم فيسرع إلى إفساد ما يصادفه من أموالهم وعماراتهم (١).
﴿وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ تأكيدٌ لِمَا وصفَتْ مِن حالِهم، وتقريرٌ بأنَّ ذلك عادتُهم الثَّابتةُ المستمرَّة، أو تصديقٌ لها من الله تعالى.
* * *
(١) في هامش (ف) و (م): "وأما ما قيل: الحرب سجال، فلا يناسب المقام، إنما يقال ذلك لمن غلب مرة. منه".