للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿تَمْلِكُهُمْ﴾ الضَّمير لسبأ أو لأهلها، وإنَّما لم يقلْ: تملكها؛ لأنَّه أرادَ بيان ملكها وسلطنتها، وتعيينُ ذلك بالإضافة إلى أهل الدِّيار، لا بالإضافة إليها، ففيه أيضًا تقويةٌ لمعنى الغرابة المقصودة بعبارة النَّبأ، حيث كانت امرأةً ملكةَ قبيلةٍ عظيمةٍ.

﴿وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ﴾ قد نبَّهْتُ فيما تقدَّمَ أنَّ المرادَ مِن (كلّ شيء) في مثل هذا: المبالغةُ في الكثرة، فمَن قيَّده بقوله: يحتاج إليه الملوك، فقد فوَّتَ تلكَ المبالغةَ.

﴿وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾: سريرٌ كبيرٌ قَدْرًا أو قِيمةً.

* * *

(٢٤) - ﴿وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ﴾.

﴿وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ﴾: يعبدونَ.

﴿لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ أضلَّهم اللّه تعالى ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ﴾ فالواو فصيحةٌ، والجملةُ معطوفةٌ على مقدَّرٍ.

﴿أَعْمَالَهُمْ﴾ مِن عبادةِ الشَّمس وغيرِها مِن قبائحِ الأفعالِ.

﴿فَصَدَّهُمْ﴾ مِن صدَّ السَّبيلُ (١): إذا اعترضَ دونَه مانعٌ من عقبةٍ أو غيرها فأخذتَ في غيره (٢)؛ ففيه ثلاثُ معانٍ: المنعُ والدَّفع والصَّرف.


(١) في (ك) و (م): "صد عن السبيل"، وفي (ف): "صدر السبيل". والمثبت من (ع) و (ي)، وهو الموافق لما في "الأساس" و"اللسان" و"التاج" (مادة: صدد).
(٢) في (ع) و (ف): "فأخذ في غيره"، وفي (م): "فانتذب غيره "، وسقطت من (ك).