للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾ ﴿بَلْ﴾ إضرابٌ بمعنى الانتقال مِن شيء إلى شيء.

والعادي (١): المتعدِّي في ظُلْمِه، المجاوِزُ فيه الحدَّ، والمرادُ هاهنا: التَّجاوزُ عن حدِّ الشَّهواتِ بالزِّيادة على سائر النَّاس، بل الحيوانات، أو الإفراطُ في المعاصي مطلقًا، وعلى هذا: الإضرابُ للتَّرقي.

* * *

(١٦٧) - ﴿قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَالُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ﴾.

﴿قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ﴾؛ أي: لم تمتنعْ من إنكارك علينا، وتقبيحِ (٢) أمرنا.

﴿يَالُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ﴾: مِن جُملةِ مَن أخرجْناه مِن بينِنا وطردْناه مِن ديارِنا، ولعلَّهم كانوا يُخْرِجُونَ مَن أخرجُوهُ على أسوءِ حالٍ.

* * *

(١٦٨) - ﴿قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ﴾.

﴿قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ﴾ فلا أكرَهُ مفارَقتكم، ولا أرضى مجاوَرَتَكم.

والقِلَى: البغضُ الشَّديدُ، كأنَّه بغضٌ يقلي الفؤادَ.

وإنَّما قال: ﴿مِنَ الْقَالِينَ﴾ للتَّنبيه على أنَّه غير منفردٍ بذلك، بل واحدٌ مِن الجماعة المعروفين به، وأيضاً هو أبلغ مِن (قَالٍ) وإن كان هو أرجحَ من جهة اللَّفظ لِمَا بينه وبين ﴿قَالَ﴾ مِن صنعة التَّجنيس.

* * *


(١) في (ف) و (م) زيادة: "المتعادي".
(٢) في (ك) و (م): "أو تقبيح".