للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (١٦٠) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٦١) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٦٢) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٦٣) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (١) تقدم (٢) تفسيره في هذه السورة.

* * *

(١٦٥) - ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾.

﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ﴾؛ أي: أتأتون [الذكران] مِن أولادِ آدمَ مع كثرتهم وغلبةِ الإناث فيهم كأنهنَّ قد أعوَزْنَكم.

أو: أتأتون مِن بينِ مَن عَداكم ﴿مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ الذُّكرانَ، لا يشارككم فيه غيركم.

فالمراد بـ ﴿الْعَالَمِينَ﴾ على الأوَّل: النَّاس، وعلى الثَّاني: كل مَن يُنكَح (٣).

وعلى هذا: الجمعُ للتَّغليب، ومبنى هذا الوجه على اختصاص ذلك الفعل بالإنسان، وفيه نظر.

* * *

(١٦٦) - ﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ﴾.

﴿وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ﴾ لأجلِ استمتاعِكم ﴿رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ﴾ لبيانِ ﴿مَا﴾ إنْ أُريدَ به جنسُ الإناث، أو للتَّبعيضِ إنْ أُريدَ به العضو المباح منهنَّ، فيكون تعريضًا بأنَّهم كانوا يفعلون مثل ذلك بنسائِهم، وإنَّما خَصَّ الأزواجَ بالذِّكْرِ لعمومِه؛ فإنَّ الإماء مخصوصَةٌ بالأحرار.


(١) في (ف) و (ك) و (م): ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ ".
(٢) في (م): "قد تقدم".
(٣) انظر: "تفسير البيضاوي" (٤/ ١٤٧)، وما بين معكوفتين منه.