للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٥٠ - ١٥١) - ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٥٠) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ﴾.

﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (١٥٠) وَلَا تُطِيعُوا﴾؛ أي: لا تمتثلوا ﴿أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ﴾ إنَّما صرف الكلام عن الظَّاهر، والكلمةَ عن المتبادِر، حيث لم يقل: (ولا تطيعوا المسرفين) تنزيلًا لشأنهم من درجة الإطاعةِ، وتبعيدًا لهم عن حيِّزِ المطاعين، وأمَّا جَعْلُ الأمرِ مُطاعًا على المجاز الحكمي فلا يناسب المقام (١).

* * *

(١٥٢) - ﴿الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ﴾.

﴿الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾ وصفٌ موضِّحٌ لإسرافِهم، ولذلك عطف: ﴿وَلَا يُصْلِحُونَ﴾ على ﴿يُفسِدُونَ﴾؛ دلالةً على خلوصِ فسادِهم (٢)، وتعميمُ إفسادِهم (٣) المستفادُ من الإسناد إلى كليَّة الأرض يناسبُ هذا.

* * *

(١٥٣) - ﴿قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ﴾.

﴿قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ﴾ المسحَّرُ: الذي سُحِرَ كثيرًا حتى غلبَ على عقلِه.

* * *

(١٥٤) - ﴿مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾.

﴿مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا﴾ كنايةٌ عن استحالةِ كونه رسولًا بناءً على ما زعموا مِن أنَّ


(١) في هامش (ي): "لأن المقام مقام نفي الإطاعة لهم رأسًا، لا نفي كمال الإطاعة لهم. منه".
(٢) في (ع): "الفسادهم"، وكذا كانت في (ي)، ثم ضرب على (الـ).
(٣) في (ك): "وتعميم فسادهم". وسقطت من (ع) و (ي).