للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿مِنْ كُلٍّ﴾ بالتَّنوين؛ أي: مِن كلِّ أمَّةٍ ﴿زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ﴾ تأكيدٌ، وبالإضافة (١)؛ أي: مِن كلِّ أمَّتي الذَّكر والأنثى واحدَيْن مزدوجَين.

﴿وَأَهْلَكَ﴾ أي: أهلَ بيتك ومَن آمنَ معك.

﴿إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ﴾؛ أي: القولُ من اللّه بهلاكه بكفره، وإنَّما جيء بـ (على) لأنَّ السَّابق ضارٌّ، كما جيء باللَّام حيث كان نافعًا في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى﴾ [الأنبياء: ١٠١].

﴿مِنْهُمْ﴾؛ أي: مِن أهلِك، وهذا يأبى عن تخصيص تفسيره بمَن آمنَ.

﴿وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا﴾ وهذا نهيٌ عن الدُّعاء لهم بالإنجاء على وجهٍ أبلغ، ومَن خصَّ الخطاب بالدُّعاء فقد أخلَّ بحقِّ البلاغة.

جعل النَّهي عن الدُّعاء معلَّلًا بالظُّلم، فلذلك وضع الموصول مع الصِّلة موضع الضَّمير، ولم يقل: ولا تخاطبني فيهم؛ إيماءً إلى العلَّة.

ولَمَّا لوَّح إلى (٢) أنَّ الحكمة تقتضي هلاك الظَّالم استأنفَ قوله:

﴿إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ﴾ بالتَّأكيد؛ أي: لا محالةَ لظلمهم بالإشراك والمعاصي؛ ثمَّ بالغ في ذلك بأمره بالحمد على هلاكهم والنَّجاةِ منهم عُقَيْبَ النَّهي عن الدُّعاء.

* * *

(٢٨) - ﴿فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾.

﴿فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ﴾: فإذا تمكَّنتم عليها راكبين.


(١) أي: ﴿مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ﴾ قراءة السبعة عدا حفص فقرأ بتنوين اللام. انظر: "التيسير" (ص: ١٢٤).
(٢) "إلى" ليست في (ف) و (ك).