للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٦٤) - ﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾.

﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾ مُلْكًا ومِلْكًا.

﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ﴾ في ذاته عن كلِّ شيءٍ، وما سواهُ محتاجٌ إليه.

﴿الْحَمِيدُ﴾ المستوجِبِ للحمدِ بصفاته وأفعاله.

* * *

(٦٥) - ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ﴾ مَنَّ علينا بتسخيره لنا ما بنا حاجةٌ إليه في معاشنا من الحيوان وغيره، فلا أصلبَ من الحجارة والحديد، وقد ذلَّلهما نتَّخذ منهما ما نريد، فقوله: ﴿مَا فِي الْأَرْضِ﴾ عامٌّ، لكنَّ المراد منه ما ينفعنا بقرينة قوله: ﴿لَكُمْ﴾.

﴿وَالْفُلْكَ﴾ عطف على ﴿مَا﴾. وقرئ بالرَّفع (١) على الابتداء.

و ﴿تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ﴾ حال منهما، أو خبر.

﴿وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ﴾ بيد القدرة ﴿أَنْ تَقَعَ﴾: من أن تقعَ، أو كراهةَ أن تقع ﴿عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ إلا بمشيئته.

وفيه رَدٌّ لاستمساكها بذاتها، وأما ما قيل: إنها مساوية لسائر الأجسام في الجسميَّة فتكون قابلة للميل الهابط قَبولَ غيرها (٢)؛ منظور فيه.


(١) نسبت للأعرج والسلمي. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩٦).
(٢) "قبول غيرها" من (س). وهو الموافق لما في "تفسير البيضاوي" (٤/ ٧٨).