للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أنَّ اللّهَ هو الحقُّ الثَّابت في نفسه، الواجب لذاته (١)، وكلُّ ما كان كذلك كان مبدأً لِمَا سِواه، عالِمًا بذاته ممَّا عداه، أو الثَّابتُ الإلهيَّة، ولا يصلح لها إلَّا مَن كان عالمًا قادرًا.

﴿وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ﴾ من دون الله إلهًا.

وقرئ بالتَّاء على مخاطبة المشركين (٢)، وبالبناء للمفعول (٣)، فتكون الواو لـ ﴿مَا﴾ فإنه مِن معنى الألوهيَّة (٤).

﴿هُوَ الْبَاطِلُ﴾: المعدوم في حدِّ ذاته، أو الباطل الألوهيَّة.

﴿وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ﴾؛ أي: العالي على كلِّ شيءٍ بالقَهْرِ والسُّلطان بدون توهُّمِ المكان.

﴿الْكَبِيرُ﴾ عن أن يساوَيه شيء، فضلاً عن أن يكون أعلى منه شأنًا وأكبر سلطانًا.

* * *

(٦٣) - ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِي﴾.


(١) في هامش (س) و (ف) و (م): "ولا حاجة إلى التقييد بالوحدة لأن الواجب لذاته لا يكون إلا واحدًا، ومن قال: إن وجوب وجوده ووحدته يقتضيان أن يكون مبدأ الكل، فقد أوهم التشريك في الاقتضاء المذكور بين وصفي الوجوب الذاتي، وليس كذلك، فإن المقتضي هو الوجوب الذاتي وإن الوحدة من جملة مقتضياته. منه ".
(٢) قرأ بها الحرميان وابن عامر وأبو بكر، وباقي السبعة بالياء. انظر: "التيسير" (ص: ١٥٨).
(٣) نسبت لليماني وموسى الأسواري. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩٦).
(٤) في "الكشاف" و"البيضاوي": (في معنى الآلهة)، بدل: "من معنى الألوهية".