للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَإِنَّ الظَّالِمِينَ﴾ من باب وضع الظَّاهر موضع الضَّمير تسجيلًا على الفريقَيْن بالظُّلم؛ لأنَّ القياس أن يقول بعد ذكرهما: وإنهم.

﴿لَفِي شِقَاقٍ﴾: خلافٍ ﴿بَعِيدٍ﴾ عن الحق، ويلزمه البعد عن الرَّسول وعن المؤمنين.

* * *

(٥٤) - ﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.

﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾: الاعتقادَ المطابق للواقع، وهم المؤمنون.

﴿أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾ أنَّ القرآن هو الحقُّ النَّازل من عند الله، فلا يلتبسه (١) ما يلقي (٢) الشَّيطانُ من الباطل ولا يدخل فيه.

﴿فَيُؤْمِنُوا﴾: فيعتقدوا ﴿بِهِ﴾ ويطيعوا بأحكامه (٣).

﴿فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ﴾ بالخشوع والخضوع والخشية.

﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ فيما أشكلَ عليهم بالتَّوفيق للنَّظر الصَّحيح، وللكشف بنور هدايته.

﴿إِلَى صِرَاطٍ﴾ طريقٍ ﴿مُسْتَقِيمٍ﴾ هو طريق التَّأويل لِمَا يتشابه بالتطبيق على الأصول المحكمة، فلا يلحقهم حيرة (٤) ولا يعتريهم شبهة.


(١) في (ف): "يلبسه".
(٢) في (ف) و (ك) و (م): "ما بلغ".
(٣) في (ف) و (ك) و (م): "بإمكانه".
(٤) في (ف) و (ك): "ضيرة".