للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿أَلْقَى الشَّيْطَانُ﴾: في تلاوته.

قالوا: إنه قرأ في نادي قومه: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى﴾، فلمَّا بلغَ قولَه: ﴿وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى﴾ سكَتَ، فقال الشَّيطان: تلك الغرانيق العُلى، وإنَّ شفاعتهنَّ لتُرْتَجى، وقرأها متَّصلًا بقراءة النَّبيِّ ، فوقعَ عند بعضهم أنَّه هو الذي تكلَّم بها، وهذا معنى إلقاء اللَّعين في قراءة سيِّد المرسلين (١).

وكان يتكلَّم في زمنِ النَّبيّ ، ويُسْمَع (٢) كلامه، فقد روي أنه نادى يوم أحد: ألا إنَّ محمَّدًا قد قُتِلَ، وقال يوم بدر: ﴿لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ﴾ (٣).

وهذا لا يُخلُّ بالوثوق على القرآن؛ للاندفاع بقوله:

﴿فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ﴾؛ أي: يَذْهَبُ به ويُبْطلُه، ويُخْبِرُ أنَّه من الشَّيطان.


= وآخِرَه لاقى حِمامَ المقادر
وذكر ابن الأنباري أنه في رثاء عثمان، وعزاه الالوسي في "روح المعاني" (١٧/ ٣٦٠) لحسان.
(١) رويت في هذه الحادثة مرسلات عن قتادة والضحاك وأبي العالية وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وغيرهم، وروي فيها خبر من طريق عطية العوفي عن ابن عباس، لكن إسناده ضعيف جدا. انظر هذه الأخبار في "تفسير الطبري" (١٦/ ٦٠٤ - ٦١٢).
وللعلماء كلام كثير في توهين ما روي في هذه القصة. انظر: "الشفا" (٢/ ١١١)، وقد رأى ابن حجر في "فتح الباري" (٨/ ٤٣٩) أن كثرة الطرق تدل على أن للقصَّة أصلًا، ثم ذكر مسالك العلماء في تأويلها لعدم جواز الحمل على الظاهر، فراجع كلامه إن شئت.
(٢) في (ك): "وسمع ".
(٣) انظر: "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٦٧٤) و (٢/ ٧٨).