للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿لِنَعْلَمَ﴾ عبارة عن خروج ذلك الشَّيء إلى الوجود ومشاهدتهِ، وهذا على نحو كلام العرب، وإلَّا فقد كان الله عَلِمَ. ذكره القرطبي (١)، فلا حاجة إلى إثبات التَّعليقَين لعلمه تعالى حاليٍّ أو استقباليّ (٢).

﴿أَيُّ الْحِزْبَيْنِ﴾ المختلفَيْن؛ منهم أو من غيرهم.

﴿أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا﴾ ضَبَط أمدًا لزمانِ لبثهم.

والأمدُ: الغايةُ، وما في ﴿أَيُّ﴾ من معنى الاستفهام علِّق عنه ﴿لِنَعْلَمَ﴾، فهو مبتدأٌ و ﴿أَحْصَى﴾ خبره، وهو فعل ماضٍ، و ﴿أَمَدًا﴾ مفعوله (٣)، و ﴿لِمَا لَبِثُوا﴾ حالٌ منه (٤)، أو مفعول له (٥).

وقيل: إنه المفعول، واللَّام مزيدةٌ، و (ما) موصول (٦)، و ﴿أَمَدًا﴾ تمييز.

وقيل: ﴿أَحْصَى﴾: اسم تفضيل من الإحصاء بحذف الزَّوائد، كقولهم: هو أحصى للمال، وأفلسُ من ابن المُذَلَّق (٧).


(١) انظر: "تفسير القرطبي" (١٣/ ٢٢١).
(٢) رد على البيضاوي في قوله: (﴿لِنَعْلَمَ﴾: ليتعلق علمنا تعلقًا حاليًا مطابقًا لتعلقه أو، تعلقًا استقباليًا). انظر: "تفسير البيضاوي" (٣/ ٢٧٤).
(٣) في (ف) و (ك): "مفعول له".
(٤) أي: من ﴿أَمَدًا﴾ النكرة وجاز لتقدمه. انظر: "حاشية الشهاب" (٦/ ٧٩).
(٥) قوله: "أو مفعول له" فاللام للتعليل لازمةٌ لكونه غيرَ مصدر صريح وغيرَ مقارنٍ أيضًا، و (ما) مصدرية غير وقتية. انظر المصدر السابق.
(٦) قوله: "وقيل .. " الخ، مرَّضه لأنَّ اللام لا تزاد في مثله، و (ما) موصولة بمعنى الوقت، والعائد محذوف؛ أي: فيه، وجوِّز فيها على هذا المصدرية وهو بعيد. انظر المصدر السابق. والممرض هو البيضاوي، وعنه نقل المؤلف.
(٧) رجل من عبد شمس بن سعد بن زيد مناة، وكان لا يجد في أكثر أوقاته في بيته قوت ليلة =