للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٩٦) - ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

﴿مَا عِنْدَكُمْ﴾ من أعراض الدُّنيا ﴿يَنْفَدُ﴾ وينقضي (١).

﴿وَمَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ من الثَّواب الموعود المدَّخر في خزائنه (٢) لكم ﴿بَاقٍ﴾: لا يزولُ، وهو تعليلٌ للحكم السَّابق، ودليل على أنَّ نعيمَ الجنَّة باقٍ.

﴿وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ﴾ على أذى الكفَّار ومشاقِّ التَّكاليف ومرارة الفاقة.

﴿بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ بما ترجَّح فعلُه على تركه كالواجبات والمندوبات، وما ترجَّح تركه على فعله ممَّا تركوا (٣) كالمحرَّمات والمكروهات.

والتَّعبير بالعمل عن الكلِّ للتَّنبيه على أنَّ التَّركَ إنَّما يُثابُ عليه إذا قارنه عمل القلب، وهو النِّيَّة والقصدُ إلى الامتثال بالانتهاء عمَّا نهي عنه، وفي عبارة الصبر نوع إشارة إليه.

وفي الآية دلالةٌ (٤) على أنَّ المباح حسن، وأنَّه لا يثاب عليه.

وعبارة (كان) للدِّلالة على أنَّ المباح لا يَستحق الأجر وإنْ وُجِدَ الاستمرار عليه، فكيف إذا وُجِدَ نادرًا؟!

* * *


(١) في (ف): "وينقض"، وفي (ك): "وينقص".
(٢) في (ف): "المؤخر في خزانته"، وفي (ك): "المؤخر في خزائنه"، والمثبت من (م).
(٣) في (م) زيادة: "مما فعلوا".
(٤) في (ف): "دليل".