للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ﴾؛ أي: العذاب ﴿وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾؛ أي (١): يمهَلون.

(٨٦) - ﴿وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ﴾.

﴿وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ﴾: أوثانَهم التي دعَوها شركاء، أو الشياطين الذين شاركوهم في الكفر بالحمل عليه.

﴿قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ﴾: نعبدهم، أو نطيعهم، وهو اعتراف بكونهم مخطئين في ذلك، أو التماس لأنْ يُشطر عذابهم.

﴿فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ﴾، أي: أجابوهم بقولهم: ﴿إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ في أنَّنا شركاء الله، أو في دعوى عبادتنا، ولا يمتنع إنطاق الله الأصنام (٢) حينئذٍ، أو في أنهم حملوهم على الكفر وألزموهم إيَّاه، كقوله: ﴿وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي﴾ [إبراهيم: ٢٢].

(٨٧) - ﴿وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾.

﴿وَأَلْقَوْا﴾؛ أي: وألقى الذين ظلموا ﴿إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ﴾: الاستسلامَ لحكمه بعد الاستكبار في الدُّنيا.

﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ﴾: ضاع عنهم وبطل ﴿مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾ من أنَّهم شركاءُ الله، وأنهم يشفعون لهم وينصرونهم حين كذَّبوهم وتبرَّؤوا منهم.


(١) "أي" من (م).
(٢) في (ف): "للأصنام".