﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ﴾ التي تبنونها من الحجر والمدر ﴿سَكَنًا﴾ فَعَلٌ بمعنى مفعولٍ، وهو ما يُسْكَن فيه أو إليه مِنْ مَسْكن أو مَأْلف.
﴿وَجَعَلَ لَكُمْ﴾ إنَّما أعاده لأنَّ الامتنان هنا بنوع آخر من النِّعمة.
﴿مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا﴾ التَّنكير للتَّنويع؛ أي: نوعًا غريبًا منها، وهي (١) القِباب المُتَّخذة من الأُدُم، ولا حاجة إلى أن يُتكلَّف في تعميمها المُتَّخذة من الوبر والصَّوف والشَّعر؛ لاندراجها فيما يأتي بُعَيد هذا.
﴿يَوْمَ ظَعْنِكُمْ﴾ الظَّعن بفتح العين وتسكينها: الارتحال.
﴿وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ﴾: وقتَ نزولكم وإقامتكم في مسائركم، لم يثقل عليكم ضربها ونقضها، أو يوم قراركم في منازلكم، والأوَّل أولى؛ إذ ظهور المِنَّة في خفَّتها في السَّفر أتمُّ وأظهر.
﴿وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا﴾ الصَّوف للضَّأن، والوبر للإبل، والشَّعر للمعز، والكنايات راجعة إلى الأنعام، والفصل بما للإبل بينَ ما للضأن وما للمعز لأنَّه أكثر استعمالًا في السَّفر والحضر.
﴿أَثَاثًا﴾؛ أي: أمتعةً وثيابًا تصلح للسَّفر والحضر، منها ما يُلبَس، ومنها ما يُفْرَش، ومنها ما ينصب كأخبية الشَّعر واللبد.