للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَبِالنَّجْمِ﴾ المراد به الجنس، أو الثُّريَّا والفرقدان وبناتُ النَّعْش والجَدْي، ويساعده (١) قراءته بضمَّتين، وضمٍّ وسكون، على الجمع (٢).

﴿هُمْ يَهْتَدُونَ﴾ باللَّيل في البراري والبحار.

وتقديم النَّجم، وتوسيطُ الضَّمير إقحامًا، وإخراجُ الكلام عن سَنَن الخطاب إلى الغيبة، للدِّلالة على أنَّ هؤلاء المنكرين من قريش بالنَّجم خاصَّةً هم خصوصًا يهتدون؛ لأنَّهم كانوا كثيري الأسفار للتِّجارة، مشتهِرين بأنهم أعلمُ النَّاس بالاهتداء بالنُّجوم في مسائرهم، فكان الاعتبار بذلك ألزمَ لهم، والشكر لله به أوجبَ عليهم، فلذلك خُصِّصوا.

* * *

(١٧) - ﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾.

﴿أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ﴾ الهمزة للإنكار دخلت على فاء التَّعقيب؛ أي: بعد هذه الدَّلائل المتكاثرة الواضحة الدِّلالة على كمال قدرة الله تعالى وحكمته وانفراده بخلق ما عدَّد من مبدَعاته يقولون (٣) بمساواة الخالق المطلَق لِمَا لا يخلق شيئًا.

وأورد (مَن) للجمادات التي هي الأصنام؛ إمَّا للمشاكلة، وإمَّا بناءً على اعتقادهم، وتسميتِهم آلهةً، وعبادتِهم لها، وفيه ضربٌ من التَّهكُّم، وإمَّا لأنَّ المرادَ: كمَن لا يخلق مِن أولي العلم، فكيف بالجماد؟! للمبالغة.


(١) في (ك) و (م): "ويساعدهما". والمثبت من (ف)، والمعنى: ويساعد الوجه الثاني ما سيأتي من القراءتين اللتين تفيدان الجمع.
(٢) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٧٢)، ونسب قراءة الضم والسكون إلى الحسن ومجاهد.
(٣) "يقولون" سقط من (ف) و (ك).